د. ماجد بن ثامر آل سعود
القدرة على التفكير الإستراتيجي: بوابة النجاح المستدام ونظرة القائد الثاقبة تُعد القدرة على التفكير الإستراتيجي من أبرز الصفات التي تميز القائد الناجح عن غيره، فهي تمثل البوصلة التي توجهه نحو المستقبل، وتمنحه القدرة على قراءة الأحداث وإستشراف التحديات والفرص قبل وقوعها. التفكير الإستراتيجي لا يقتصر على وضع خطط طويلة الأمد فحسب، بل يشمل أيضًا فهم السياقات المختلفة، وتحديد الأهداف الكبرى، واتخاذ قرارات مدروسة تتجاوز اللحظة الراهنة نحو بناء مستقبل مستدام للفريق أو المؤسسة.
والقائد الذي يمتلك هذه القدرة ينظر إلى الصورة الكبيرة دون أن يغفل التفاصيل، فهو يدرك كيف تترابط العوامل المختلفة لتشكل النتيجة النهائية، ويفكر دائمًا في الجزيرةquot; ماذا بعد الجزيرةquot; ويضع سيناريوهات متعددة للتعامل مع المتغيرات، مما يجعله دائم الاستعداد لأي تحول قد يطرأ. وبفضل هذا النوع من التفكير، يتمكن القائد من بناء رؤية واضحة، وصياغة إستراتيجيات متينة تنقل الفريق من الواقع إلى الطموح.
كما أن التفكير الإستراتيجي يساعد القائد في استغلال الموارد بكفاءة، وتحديد الأولويات، وتوزيع الأدوار بما يتناسب مع الأهداف طويلة المدى. إنه تفكير لا يقتصر على حل المشكلات الحالية، بل يسعى لمنع ظهورها مستقبلًا من خلال قرارات استباقية مدروسة، وهذا ما يجعل القائد الإستراتيجي دائمًا في موقع الريادة، يسبق منافسيه بخطوة، ويحافظ على استقرار فريقه رغم العواصف. من وجهة نظري، أرى أن التفكير الإستراتيجي هو مفتاح القائد نحو قيادة ناجحة ومؤثرة.
فالقائد الذي يمتلك هذه الصفة لا يُقاد بالعواطف أو ردود الأفعال اللحظية، بل يقود بمنهجية ووضوح. إنني أؤمن أن التفكير الإستراتيجي يمنح القائد قدرة خاصة على تحويل التحديات إلى فرص، وبناء منظومات قوية وقادرة على النمو في مختلف الظروف، كما أن هذه الصفة تخلق لدى الفريق شعورًا بالأمان، لأنهم يعلمون أن قائدهم لديه رؤية واضحة وخطة محكمة لمستقبلهم المهني والمؤسسي.
وعندما نتحدث عن التفكير الإستراتيجي، لا يمكن أن نغفل الدور القيادي البارز لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، أمير منطقة حائل، فقد تجلّت هذه الصفة في رؤيته التنموية التي تهدف إلى تحويل حائل إلى مركز حيوي في مختلف المجالات الاقتصادية والسياحية والثقافية، وسمو الأمير لم ينظر فقط إلى احتياجات الحاضر، بل وضع نصب عينيه مستقبل المنطقة، وأطلق مشاريع إستراتيجية تهدف لتحقيق تنمية مستدامة تنعكس آثارها على الأجيال القادمة. وقد كان من أبرز أعماله الإستراتيجية دعمه لمبادرات الجزيرةquot; رؤية المملكة 2030الجزيرةquot; في منطقة حائل، حيث عمل على مواءمة خطط التنمية المحلية مع الأهداف الوطنية الكبرى، ما أدى إلى تحفيز الاستثمارات وتحقيق نقلة نوعية في البنية التحتية والخدمات، كما اهتم سموه بتطوير رأس المال البشري، عبر تشجيع التعليم والتدريب والابتكار، وهو ما يعكس تفكيره العميق في بناء مجتمع قوي ومؤهل لمواجهة المستقبل. ولعل أبرز ما يميز سمو الأمير عبدالعزيز بن سعد هو قدرته على الربط بين الطموح والواقع، وبين الرؤية والتنفيذ، فهو لا يكتفي بإطلاق المشاريع، بل يتابعها عن كثب، ويحرص على تذليل العقبات التي قد تواجهها، مما يضمن استدامتها ونجاحها، وهذه الرؤية الإستراتيجية الشاملة جعلت من حائل نموذجًا للتنمية المتوازنة، وساهمت في تعزيز مكانتها كمحور اقتصادي وسياحي واعد.
وفي الختام، يمكن القول إن القدرة على التفكير الإستراتيجي ليست مجرد صفة قيادية، بل هي فلسفة تُبنى عليها النجاحات العظيمة، وعندما نجد قائدًا مثل سمو أمير منطقة حائل يتحلى بهذه الصفة، فإننا ندرك أن المستقبل يُبنى على أسس صلبة، ورؤية واضحة، وقيادة تعرف إلى أين تتجه، وتملك الوسائل لتحقيق أهدافها.