خالد بن عبدالرحمن الذييب
يشير ابن خلدون في مقدمته إلى أن طليحة ابن خويلد الأسدي مدعي النبوة ضُرب من ضرار بن الأزور بالسيف لقتله، وفشل في ذلك فشاع بين الناس أن السلاح لا يؤثِّر فيه، وكأن هذه إحدى معجزاته. مات النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه أبوبكر خالد بن الوليد، «فقضى على أتباعه، فعاد إلى الإسلام واستُشهد في نهاوند»! عبارة مؤلمة لمن ألقى السمع وهو شهيد.
هي رسالة للاتباع بأن {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}، هي رسالة لكل شخص يتبع آخرين لا يحكم عقله، يجامل، لا يرفض، في النهاية لن يسأل عنك أحد، اتبع عقلك فلن ينفعك أحد يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلى كل «تابع» ابتعد عن الفتن فلا جهاد إلا ضد كافر صريح اغتصب أرضاً، أيها التابع أنت مجرد أداة لتحقيق أطماع متبوع، موهوم بالقيادة، مَلَكَ شيئاً من الكاريزما، وقليلاً من الخطابة وفن الكلام وكثيراً من الأكاذيب محاطة بهالة الإعلام.
أيها التابع، اسأل نفسك: لماذا القائد لا يدخل أتون المعارك مثلك؟! لماذا لا يرسل أحد أبنائه لقتال عدوه، وقتل نفسه والانتحار من أجل القضية؟ أيها التابع، طليحة بن خويلد عندما تبيَّن له الحق، عاد إليه، وهذه ليست مشكلة طليحة، ولكن مشكلة من صدّق طليحة، أيها التابع، كبير قادة جهنم سيقول لأتباعه بكل بساطة {إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} ...
نهاية قاتمة ...
أقفل الستار! ...
قُتل من بني عبدالدار سبعة أشخاص من أجل الحفاظ على راية الشرك مرفوعة في يوم أحد، انتصر الشرك حينها بسبب ثبات بني عبدالدار، فاز أبو سفيان «القائد» بحلاوة النصر، وما إن فُتحت مكة، أسلم أبو سفيان، ونسي بني عبدالدار. أبو سفيان اتبع الحق في النهاية. المشكلة في الأتباع، الذين أخذتهم العزة بالإثم، ودفعوا الثمن غالياً.
أخيراً ...
طليحة، في لحظة ما فكر في نفسه، وهذا حقه ...
المشكلة في التابع الذي لم يستخدم حقه في التفكير في نفسه...
ما بعد أخيراً...
عزيزي التابع ... حكّم عقلك ولا تكن أداة في يد غيرك.