محمد الخيبري
في كل جولة من جولات دوري روشن السعودي للمحترفين يضعنا الفريق الهلالي في حيرة نظراً للمستويات المتذبذبة التي يقدمها نجومه ويجعل المتابع يقف بالمنتصف بين راض عن المستوى العام للفريق وغير مقتنع ومطالب بالتغيير.
الهلال رقمياً يعيش أسوأ مواسمه على الإطلاق ورغم كل ذلك فإنه مازال بالمنافسة رغم أن شباك مرماه تلقت العدد الأكبر تاريخياً من الأهداف إضافة إلى تدني مستوى غالبية لاعبيه خصوصاً النجوم الذين حضروا عن طريق برنامج الاستقطابات وبعض اللاعبين المحليين.
استمرت الحيرة الهلالية طوال الموسم وذهب كل منتم ومتابع بالوسط الرياضي السعودي وغير السعودي للبحث وراء هذا التذبذب بالمستوى الفني بداية مع الخروج من بطولة كأس الملك وانقطاع سلسلة اللاهزيمة بالدوري وتوقف سلسلة استمرارية التهديف بعدما حطم الأرقام القياسية بالموسم الماضي.
في السابق القريب كانت هناك مطالبات واسعة لإقالة المدير الفني جورجي جيسوس الذي كانت حوله انقسامات واسعة خصوصاً بعد الخسارة من النصر التي أكدت تلك المطالبات وفي اعتقادي أن إقالة المدير الفني للفريق ليس حلاً وعلاجا للمشكلة الفنية لأنه وان حضر مدير فني آخر سيواجه نفس المعضلات التي واجهها المدير السابق من إرهاق الموسم وتزاحم روزنامة المسابقات والاصابات وقائمة الـ25 لاعباً المفروضة على الأندية.
بعد تلك المطالبات حضرت المؤازرة الجماهيرية وبشكل سريع ومميز في المعترك الآسيوي والذي يجمع كل الهلاليين على أن بطولة النخبة الآسيوية هي المطلب الوحيد والأهم في الوقت الحالي، حتى وان كانت على حساب التضحية في بطولة الدوري المحترف.
رقمياً الهلال مازال بالمنافسة رغم التذبذب الكبير والتراجع بخطوات فنية اكبر من التقدم فالهلال يسير بالدوري بخطوات بطيئة على عكس مسيرته بالبطولة الآسيوية الذي يقدم فيها مستويات فنية مقنعة.
في الجولة التاسعة والعشرين تعثر الفريق الهلالي بالتعادل الايجابي بهدفين من أمام الشباب على أرض المملكة ارينا ليبتعد قليلاً عن المنافسة على لقب الدوري في ظل الفوز الاتحادي متصدر الدوري على ضيفه الاتفاق بثلاثة اهداف لهدفين ليتسع الفارق لست نقاط وتبقى من الدوري خمس جولات فقط.
وتبقى للهلال حسابات مقعدة للحصول على بطولة الدوري علماً بأن بطولة الدوري تأتي خلف بطولة النخبة الآسيوية من حيث الاهمية والاولوية وهو ما أكده المدير الفني للفريق جيسوس في المؤتمر الصحفي بعد نهاية المباراة مع الشباب.
ومن متابعة لما يحصل في الفريق الهلال فان بصمات المدرب واضحة على خارطة الفريق والترابط بين خطوطه والتجانس بين النجوم والتحولات وفي بناء الهجمات والوصول السلس والسهل لمرمى الخصم.
ولكن هناك مشكلة واضحة أعتقد أنها ليست مسؤولية المدرب وهي انعدام الشغف والتوهان الفني ليعض النجوم والرعونة في اهدار الفرص السهلة ىالإخفاق المتكرر في أغلب المبارات علماً بأن البديل يكون أقل بكثير فنياً من الأساسي وغالباً لايخدم خطة المدرب.
هذه المعطيات التي يعاني منها أغلب المدراء الفنيين بالدوري نظراً لطول الموسم الرياضي وتنوع البطولات وكثرة الاصابات وبطء عمليات الاستشفاء جميعها عوامل مؤثرة وأتوقع حل معظمها بالموسم المقبل مع رابطة دوري المحترفين ولجان الاتحاد السعودي.
ومن متابعة لحساب ردود الافعال الهلالية وجدت أن هناك القليل من الرضى على المستوى الفني والتوجه الجماهيري لدعم الفريق في بطولة النخبة الآسيوية والاستسلام للواقع بأن بطولة الدوري باتت صعبة جداً على الفريق ولكن يبقى الأمل الضئيل جداً في تحقيقها.
هذا التوجه الجماهيري الإعلامي لدعم الفريق أعتقد أنه أمر إيجابي وسيكون من أكبر المحفزات للنجوم للعزم على العودة بلقب النخبة مهما كان الثمن.
تبادل التحايا بين اللاعبين والجمهور بعد التعثر من أمام الشباب يؤكد هذه النظرية التي لا يتميز بها غير الهلاليين ويؤكد أن نظرة التفاؤل ماركة هلالية مسجلة وأن الحيرة وقتية وأن تحقيق الامجاد والبطولة مسألة وقت ولن تتأخر كثيراً.
ما يقوم به الهلاليون جماهير وإعلاما من عمليات توازن بين النقد والدعم يجب أن يقابله اتزان في المستوى الفني من اللاعبين والجهاز الفني وردة فعل إدارية من الجهاز الاداري وهو المتوقع.
في مباراة الغد التي ستجمع الهلال بفريق غوانغجو الكوري في بطولة النخبة الآسيوية ستكون الجهة الوحيدة لأنظار الجماهير الهلالية والتي بكل تأكيد ستكون خلف فريقها بكل قوة وسط تطلعات وتأملات كبيرة بأن يقدم نجوم الفريق ملحمة كروية يظفروا بها بنتيجة ومن ثم تحقيق اللقب.
معظمنا يجهل الفريق الكوري الجنوبي والذي حضر للاراضي السعودية بوقت مبكر وبدأ مديره الفني بلعبة التصاريح الإعلامية للضغط نفسياً على نجوم الهلال بالإضافة إلى الظهور الاستفزازي بمواقع التواصل الاجتماعي لبعض نجومه.
هذه الإجراءات التي خرجت عن أرض الملعب يفترض أن يواجهها إجراءات فنية كروية من نجوم الهلال واستغلال عامل الأرض والجمهور الغفير ودخول لقاء الغد بكل قوة وعزم لهزيمة الاستفزاز والتعالي الكوري.
قشعريرة
على أرض ملعب مدينة الملك فهد الرياضية بالطائف خسر منتخبنا الوطني الشاب تحت 17 سنة نهائي بطولة كأس آسيا من أمام منتخب أوزباكستان بهدفين نظيفين في مباراة احتوت على أحداث غريبة ومحبطة وغير متوقعة.
منتخبنا الذي استطاع أن يخرج المنتخب الياباني بركلات الترجيح لم يستطع أن يجاري منتخب أوزباكستان والذي لعب منقوصاً للاعبين اثنين أغلب قترات المباراة.
هذه الخسارة والتي لم يستغل منتخبنا كل عوامل الفوز وقدم نجومه مستوى مؤسفا ولا يليق بمنتخبنا الشاب الذي تجاوز لقاءات أعتقد أنها أقوى من لقاء النهائي.
هذا النهائي يفترض أن يكون رسالة للمسؤولين في اتحاد القدم، وذلك للعمل الجاد للعناية بمنتخباتنا بجميع فئاتها؛ لأن الانجازات باسم المنتخب طال غيابها وزاد اشتياق الجماهير الخضراء لها.