خالد محمد الدوس
اهتم عدد كبير من المفكرين والباحثين في الشرق والغرب بالدعوة إلى إثراء علم الاجتماع وميادينه، واستخدام مناهجه العلمية في دراسة المجتمع البشري وظواهره، واكتشاف قوانين النظام الاجتماعي الذي يحافظ على استقرار المجتمع وضبط توازنه. وقد أسهم كثير من المفكرين والمنظرين والعلماء في إثراء هذا الميدان العلمي الخصيب، وإشباع اتجاهاته السويولوجية.
ومن الأكاديميات في علم الاجتماع السعودي المتخصصة في الفرع الدقيق» الانثروبوجيا الاجتماعية» أ. د. سلوى عبدالحميد الخطيب أستاذ علم الانثروبوجيا الاجتماعية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الملك سعود.
ولدت عالمة الاجتماع السعودي البروفيسورة سلوى الخطيب في الخمسينيات الميلادية من القرن الفائت من بيت علم وثقافة وأدب وأصالة وبعد حصولها على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الرياض (جامعة الملك سعود حاليا)، بتفوق.
انتقلت إلى بريطانيا لمواصلة تعليمها العالي وسط طموح كبير، وتحد عظيم، ورغبة صادقة في ترجمة الآمال إلى حقيقة على أرض الواقع.. كأول أكاديمية سعودية تتخصص في الدراسات «الانثروبولوجية الاجتماعية»، أو علم الإنسان الاجتماعي، كما يسمى في الجامعات البريطانية، هذا التخصص الهام الذي يركز على الدراسة المستفيضة لحياة الشعوب والجماعات خاصة البدائية والصغيرة منها، كما تبدو من خلال التفاعل والعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع المدروس ودراسة أنساقها وأبنيتها وتنظيماتها الاجتماعية المختلفة، ومعروف أن علم الانسان الاجتماعي، أو الانثروبوجيا الاجتماعية هو من ضمن الفروع الأربعة، ومن العلماء من يقول خمسة التي تؤلف علم الإنسان والذي يدرس كيفية تصرف البشر المعاصرين في مجموعات اجتماعية.
التحقت للدراسة في كلية جامعة لندن في النصف الأول من عقد الثمانينيات الميلادية من القرن الفائت فنالت درجة الماجستير ثم شهادة الدكتوراه في الانثروبولوجيا الاجتماعية عام 1987 مع مرتبة الشرف الاولى، وبعد عودتها للوطن وهي مرصعه بالعلم والمعرفة في أهم التخصصات الاجتماعية عملت أستاذ مساعد في قسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب (كلية العلوم الانسانية والاجتماعية حالياً) بجامعة الملك سعود ثم رشحت وكيلة قسم الدراسات الاجتماعية ثم وكيلة كلية الدراسات العليا، وقدمت الخبيرة الاجتماعية أ. د. سلوى الخطيب وطيلة عملها الاكاديمي بالجامعة الأم التي تجاوزت الثلاثة عقود من الزمن العديد من المؤلفات الغنية والأبحاث العلمية التي أثرت مكتبة علم الاجتماع العربي وهي أكثر من 20 بحثا منشورا في مجلات عربية وأجنبية وأبرزها:
* الطلاق وأسبابه من وجهة نظر السعودي: دراسة تحليلية لاحد ملفات محكمة الضمان والأنكحة في مدينة الرياض,
* العنف الأسري ضد المرأة في مدينة الرياض.
* زواج المسيار ودوافعه الاجتماعية والنفسية من وجهة نظر امرأة والرجل في مدينة الرياض.
كما قدمت د. الخطيب العديد من المؤلفات البارزة التي شكلت أهم المراجع للدارسين والمتخصصين والباحثين في العلوم الاجتماعية وأبرز هذه المؤلفات:
- كتاب نظرة في علم الاجتماع المعاصر وكتاب نظرة في علم الاجتماع الأسري، وكتاب مقدمة في علم الأنثروبولوجيا، وكتاب مناهج البحث الاجتماعي، وكتاب الثقافة والشخصية، وكتاب الحجاب من منظور اجتماعي، كما حصل كتابها الثري (المجتمع السعودي بين الأمس واليوم) على جائزة أفضل كتاب والذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام عام 2018م. كما شاركت وحضرت العديد من الندوات العلمية وورش العمل في المجالات الاجتماعية والأسرية والتربوية وللأنثروبولوجيا والثقافة، وقضايا المرأة المعاصرة والتنشئة الاجتماعية والتغير الاجتماعي والثقافي. إلى جانب إشرافها الأكاديمي على العديد من الرسائل العلمية لطالبات الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) وناقشت العديد من الرسائل خارج جامعة الملك سعود، وما زالت أبحاثها النوعية ومؤلفاتها الرصينة تشكل مرجعا هاما لطلاب وطالبات علم الاجتماع والانثروبوجيا.