إيمان حمود الشمري
أتابع الوطن عن بعد، عين على الصين، وعين على بلاد الحرمين، أحضر محاضرات تتكلم عن الخطوات التي اتخذتها الصين لتغير مصيرها وأقارنها بما يحدث بالوطن.. نفس التوجه، نفس الإجراءات، البدء من الأسفل إلى الأعلى، محاربة الفساد، محاربة البطالة، تنويع مصادر الدخل، دعم وتمكين المرأة، تعزيز جودة الحياة.. وغيرها، قد نختلف عنهم في بعض التفاصيل، ولكننا نتفق في أن الخطة التي وُضعت للنهوض في البلد خلفها قائد بارع، وأن صفات القائد الناجح واحدة.. لا تتجزأ.
يقول المفكر النمساوي بيتر دراكر وهو واحد من أعظم المفكرين في علم الإدارة: (لا يمكنك إدارة ما لا يمكن قياسه).. 2016 انطلقت رؤية 2030 التي غيرت ملامح المستقبل السعودي، عراب الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، راهن على الوقت وكسب الرهان، ربط الرؤية بأرقام ومستهدفات وحقق، خلال 9 سنوات أحدث نقلة كبيرة، وتغيير جذري في مسار مستقبل المملكة، انعكس حتى على الحياة اليومية للمواطن السعودي، ونحن لا زلنا في البداية!!
لماذا نحن نحلم ونحقق حتى قبل الأوان؟ لأنه عندما يكون التخطيط استراتيجيا، يصبح التنفيذ أكثر سلاسة. خلال سنوات قليلة قفزت المملكة للصفوف الأولى، واحتلت مكانة كبيرة بين الدول، وتجاوزت تراجع الماضي بسرعة ملفتة.. قيادة حكيمة خططت وحصد الشعب نتائج تخطيطها في أرقام، أنظمة وقوانين أنصفت المرأة وجعلتها شريكة ببناء المجتمع، وسوق العمل، ومكنتها من المناصب الإدارية المتوسطة والعليا بنسبة 43.8 % ، وحظيت أكثر من 850 ألف أسرة سعودية من تملك سكنها، انخفاض تاريخي في معدل البطالة بلغ 7 %... حققنا المرتبة السادسة عالمياً واقتربنا من الخمس مراتب الأولى في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية، شرّعنا أبوابنا لاستقبال السيّاح وتجاوزنا مستهدف الوصول ل 100 مليون سائح قبل حلول 2030 ، ووصلنا حتى الآن إلى 8 مواقع تراثية مسجلة لدى اليونسكو، نشاط اقتصادي ونمو واستثمارات وشركات عالمية تجاوز عدد مقراتها الإقليمية لأكثر من 571 شركة.
من حقنا أن نفخر بالوطن ويفخر بنا، أن نكتب عنه، ونحصد له الجوائز.. 114 ميدالية وجائزة حصدها الطلبة في أكبر المسابقات العالمية بمجال العلوم والهندسة والاختراع، والقادم أجمل..
لم تنتهِ الأرقام بعد رغم أن المقال انتهى..
ضئيلة بحقك الكلمات يا وطن الأحلام، من الصين إلى السعودية من قلبي سلام.