فهد المطيويع
يلتقي اليوم فريقا الهلال والأهلي في مواجهة سعودية خالصة ضمن منافسات نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وسط ترقب كبير من الجماهير السعودية والعربية، وبانتظار مباراة النصر لاكتمال العقد السعودي في النهائي المرتقب، في مشهد يعكس مدى التطور اللافت والمذهل الذي شهده الدوري السعودي خلال السنوات القليلة الماضية، حتى أصبح محط أنظار العالم.
بالطبع يصعب التنبؤ بنتائج مباريات بهذا الحجم، خاصة مع حساسية الأدوار الإقصائية، لكن من الناحية الفنية، تبدو حظوظ النصر أوفر في الوصول إلى النهائي، نظراً للفوارق الفردية والجماعية التي يمتلكها. ومع ذلك، يبقى أكبر خطر يواجه النصر هو النصر نفسه؛ فالفريق أحيانًا لا يمكن التنبؤ بأدائه في مثل هذه اللحظات الحاسمة. وهنا نقول إن النصر بين الأفضلية والحذر، أما عن لقاء الهلال والأهلي، فهو بلا شك مواجهة صعبة لكلا الطرفين. الأهلي يدخل اللقاء بطموح كبير لتحقيق حلم استعصى عليه وطال انتظاره، حيث لم يسبق له التتويج بالبطولة الآسيوية رغم وصوله إلى النهائي مرتين. هذا الطموح والدافع التاريخي قد يشكلان حافزًا إضافيًا يجعلنا نتوقَّع الكثير من الأهلي في هذه المباراة المصيرية.
من جانبه، يدخل الهلال اللقاء بصفته (سيد آسيا) بلا منازع، وهو الفريق الذي تربع على عرش القارة بعد أن جمع بين مختلف بطولاتها ومسمياتها، وأصبح اسمه مقرونًا بالإنجازات القارية الكبرى. الهلال في جدة لا يبحث فقط عن التتويج، بل يسعى لتكريس سيادته وتاريخه الذهبي في سجلات الكرة الآسيوية، ورغم كل هذه الإنجازات لا تخلو الساحة من بعض الأصوات التي تحاول التشكيك في إنجازات الهلال، سواء كانت بطولات أو أسبقيات أو حضورًا مبهرًا على جميع الأصعدة.
لكن الحقيقة تبقى واضحة كالشمس التي لا تُغطى بغربال؛ فالهلال رقم صعب لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه مهما حاول البعض، فحملات التشكيك لا تغيِّر الحقائق!
ختامًا، نحن أمام مشهد تاريخي في الكرة الآسيوية، حيث تكتب الأندية السعودية فصلاً جديدًا من النجاح، ويكفينا فخرًا أن نرى شعار الوطن مرفرفًا في قمة القارة. بالتوفيق للأندية السعودية.
خاتمة
لم يكن حضور الهلال إلى جدة مجرد رحلة لفريق يخوض مباراة مهمة، بل كان استعراضًا حقيقيًا لقوة الكيان الهلالي. منذ لحظة وصول البعثة الزرقاء، شعر الجميع أن الهلال جاء بكامل هيبته وعراقته، مدعومًا بجمهور وفي، لا يعرف المسافات ولا الحواجز، هذا المشهد الاستثنائي لم يكن صدفة، بل تأكيد جديد أن الهلال لا يرتبط بمكان أو زمان، بل هو ظاهرة كروية تجتاح القلوب أينما حلَّت.
جمهور الهلال لم يكتفِ بالحضور فقط، بل رسم لوحة من الإبهار يصعب تكرارها، فالهلال عبر تاريخه، لم يكن مجرد منافس، بل صانع أمجاد ومغيِّر معادلات، حمل راية الكرة السعودية عاليًا في كل المحافل، وظل عنوانًا للتفوق والاستمرارية، فالهلال نادٍ صنع لنفسه مكانة لا ينافسه عليها أحد، باختصار لا آسيا بلا هلال، اسألوا الأرقام، اسألوا التاريخ لتعرفوا من هو الهلال.