رسيني الرسيني
صدر التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 بصفحات تتجاوز 350 صفحة متضمنة كافة التفاصيل بالأرقام والشواهد. وقد يتبادر لذهن المتلقي غير المختص: ماذا تعني تلك الأرقام والنسب المذكورة؟
سؤال منطقي في ظل تشعب المواضيع وسرعة وتيرة التنفيذ والإنجازات التي شهدتها المملكة في غضون 9 سنوات فقط. فترة أقل من عقد جعلت السعوديين محط أنظار العالم كنموذج عملي في التحولات على كافة المستويات والمجالات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها بشكل يتوافق مع محاور الرؤية الثلاث: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
أول المعاني السامية التي أشار إليها التقرير هو تعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية في المحور الأول للرؤية، وذلك بتسهيل أداء المناسك لأكبر عدد من المسلمين في جميع دول العالم. بالإضافة إلى أن للمحور إنجازات سامية أخرى مثل: توثيق وحفظ التراث السعودي الأصيل، من خلال ارتفاع عدد المواقع التراثية المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
كما أشار التقرير إلى ارتفاع نسب الأسر السعودية التي تملك وحدة سكنية، وارتفاع نسبة المستفيدين من الإعانات المالية والبرامج التدريبية للقادرين على العمل، وارتفاع متوسط عمر الإنسان ما يعني ارتفاع جودة الخدمات الصحية والمرافق المساندة.
أما إنجازات المحور الثاني تخص الاقتصاد، وهو أمر هام لتنويع مصادر الدخل للدولة وعدم الاعتماد الكلي على النفط وتقلباته المزعجة، بالإضافة إلى توفير بيئة مناسبة للنمو وخلق فرص عمل للمواطنين؛ فقد أشار التقرير إلى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي وارتفاع الأصول المدارة من قبل صندوق الاستثمارات العامة.
كما ارتفع التصنيف العالمي للمملكة من حيث الناتج المحلي الحقيقي، بالإضافة إلى ارتفاع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي. وأوضح التقرير إلى زيادة التسهيلات المالية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وارتفاع نسبة الاستثمار الأجنبي ونسبة توطين الصناعات العسكرية وغيرها من الإنجازات التي تعزز تسارع النمو للاقتصاد.
آخر محاور الرؤية هو وطن طموح، بحيث لم تكتفِ الإنجازات على الأمور الاجتماعية والاقتصادية فقط، وإنما عملت على رفع كفاءة الحكومة للعمل بشفافية ومسؤولية، وتحفيز روح المواطنة، وتشجيع العمل غير الربحي للنهوض بالوطن بشكل راقٍ يليق به. فقد أشار التقرير إلى ارتفاع مؤشر المشاركة والخدمات الإلكترونية الحكومية المقدمة للمواطنين، وارتفاع مؤشر الأمن الغذائي وزيادة عدد المتطوعين وتمكين المسؤولية الاجتماعية. بالإضافة إلى ارتفاع القطاع غير الربحي في الناتج المحلي الإجمالي، وأجزم أن هذا المحور يولد في جينات كل سعودي؛ فنحن من ورثنا العطاء والكرم والأعمال الخيرية دون انتظار المقابل.
حسنًا، ثم ماذا؟
يقول المختصون في الإستراتيجيات: أن تحقيق 80 % من إستراتيجية قصيرة المدى أمر ممتاز جدًا، وذلك طبيعي للظروف غير المتوقعة التي قد تواجهك. أما في رؤية المملكة طويلة المدى، فنسبة 93 % من مؤشرات البرامج وإستراتيجيتها تحققت أو قاربت تحقيقها.