د.عبدالعزيز الجار الله
عشية إعلان سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- عن رؤية السعودية 2030 في أبريل عام 2016 كان العديد في الداخل والخارج ينظر لهذه المشروعات على أنها حلم وطموح لقائد جديد، وبعضهم حينها كان يقول الحلم سيبقى حلما، والآخر يقول أيضا التحديات ستبقى تحديات، لأن العالم كان يعيش على منهجية وثقافة ترحيل المشروعات وتحميلها على ميزانيات قادمة، وربما أن بعض الميزانيات هي ميزانيات على أوراق، وعادة تبقى مرفوعة على الرفوف.
أما ما وعد به الأمير محمد بن سلمان فكان منتجاً آخر مختلفا عن الخطط الخمسية والعشرية لأنه:
- حول شواطئ البحر الأحمر وخليج العقبة إلى مدن نيوم الجديدة شهدنا على افتتاحها من عام 2024، من مدينة أملج إلى مدينة حقل، ومنتجعات ومدن وموانئ عائمة وخلجان وجزر سياحية، وجبال مدين شمال المرتفعات الغربية حولتها الرؤية إلى مغاير وكهوف غير تاريخية بل مغاير 2030 عبر منتجعات وفنادق داخل الجبال، ومدن ثلجية تستقبل العالم طوال العام على قمم جبال اللوز وجبال مدين والبدع، وتستقبل الرياضيين من آسيا في رياضات الثلجة.
- جنوب المرتفعات الغربية في جبال السروات فقد حولتها إلى سراة الليل والنهار والصيف والشتاء عبر إنشاء المصائف في الصيف، والمشروعات التهامية في الشتاء، أي حرك السياحة من أطراف جازان الجنوبية، إلى تبوك الشمالية، من سراة عسير إلى شواطئ حقل عند الحدود الأردنية.
- وفي وسط المملكة سلسلة جبال طويق الشهيرة التي تمتد من نجران إلى حائل التي تشكل العمود الفقري لوسط المملكة، يقام في منتصفها أكبر مدينة ترفيهية وسياحية ورياضية مدينة القدية غربي الرياض والتي تستعد لتكون مركزاً للاستضافات الدولية والجذب السياحي.
- شرق المملكة حيث الخليج العربي ورمال: الربع الخالي والجافورة والبيضاء حيث مخازن والطبقات الحاملة للنفط والغاز والمياه، وعلى رمالها السطحية تقام أشهر بطولات الراليات العالمية باعتبارها أكبر صحراء متصلة في العالم من النفود الكبير بالجوف إلى الخزان الرملي في الربع الخالي، إضافة لوجود مدن الطاقة النفطية والمعادن والصناعية لألواح الطاقة الشمسية.
لذا تقترب «رؤية السعودية 2030» في عامها التاسع منذ انطلاقها من بلوغ أهدافها الاستراتيجية، أكثر من أي وقت مضى، حيث تشهد المملكة ازدهاراً ومزيداً من التنوع. وهو ما تبرزه بوضوح مؤشرات أداء «الرؤية» في 25 أبريل 2025 م، حيث إن 93 في المائة هي نسبة المؤشرات التي حققت مستهدفاتها السنوية أو قاربت على تحقيق المستهدف.
وبحسب تقرير التقدم المُحرَز في «رؤية 2030» عن عام 2024، فإن «الرؤية» تمضي ثابتة نحو مزيد من التقدم، الذي يعكس تحولاً استثنائياً في مختلف القطاعات، محققةً الكثير من المستهدفات ومتجاوزةً بعضها ومقتربة من طموحاتها الواسعة.