رمضان جريدي العنزي
العوسج شجر شائك عديم الثمر، عادة ينبت في الأراضي الجافة والحارة، شوكي يدمي اللائذ به، تقول بعض الأساطير عنها بأنها شجرة تسكنها الجن، وتُسمى في بعض الدول العربية بالشجرة الشيطانية، ليس لها ظل يستظل به، وردت في أشعار العرب وفيها قال الشاعر الشماخ بن ضرار:
منعمة لم تلق بؤس معيشة
ولم تغتزل يوماً على عود عوسج
وقال فيها الشاعر الشعبي:
العوشزه ما ياقع الحر فوقها
ولابه لسمحين الوجيه مقيل
وقال حمد بن فطيس:
بليا ظل يالعوسج ولا يوكر عليك الطير
خساره يالندى اللي بلل أوراقك بقطراته
ويقال في الأمثلة: (فلان شجرة عوشز «عوسج»)، وهو مثل يعرفة عامة أهل نجد، ويعني أن ذاك الرجل لا نفع فيه ولا فائدة، بل ضرره أكثر من نفعه وفائدته، نكدي ومشاكس ورديء الطبع، هماز لماز ومشاء بالنميمة و(بلاس)، لا يتورع عن إيقاع الشر بالآخرين، أعطوه هذه الصفة لأن شجرة العوسج لا تأكل منها سوى الإبل، ويتضرر منها المارة، حتى الخفاش لا يقترب منها، لقد كثر العوسجيون، نمواً وتناسلوا وتكاثروا مثل نبات الفطر، لهم ألوان وأشكال وهيئات مختلفة ومتنوعة، يطلون علينا من كل فج واتجاه، وفي كل مجلس واستراحة، لهم سمات وسحنات، ونعرفهم بلحن القول، يقولون ما لا يفعلون، لهم تنظير وفلسفة من غير عمل، أعاذنا الله منهم، وأبعدنا عنهم أميالاً عديدة، ومسافات طويلة.