بدر الروقي
لا زال التنافس الحياتي سِمةٌ حاضرة في النفس البشرية، وظاهرة اجتماعية معقدة جدا.
فلربما تطغى عليها السلبية أحيانا، ويجانبها الصواب لمرات، ومع هذا تجدنا نتعايش معها ونتقبَّلُ ما تتركه داخل محيطنا البيئي. وقد تُحدِثُ هذه التنافسية بين أفرادها إيجابية فعّالة، ودوافع هادفة.
والحياة بطبيعتها مضمارٌ تنافسي يسعى فيه الجميع لإثبات ما له وما عليه، وما يستحقه ويطمع أن يكون في نصيبه قبل الآخر.
ميادين ومجالات التنافس متعددة وواسعة؛ فهناك مثلاً التنافس - داخل - أروقة التعليم وأثناء مراحله المتلاحقة، وذلك بالبحث عن مراكزه الأولى، وفوائده الجمّة، وهناك التنافس الترفيهي والترويحي بشتى مساراته واتجاهاته والتي تنطلق من ميول الأفراد والجماعات وهواياتهم وغرائزهم الفطرية.
ولايمكن لنا أن نغفلَ ما يسمى بالتنافس الوظيفي والتكسبي وما يقوم عليه من إثبات الأحقيَّة في نيل فرص العمل والتكسب المشروع.
وقد يترك التنافس في النفس ما يثير الضغائن والأحقاد، ويبث الفرقة والاختلاف، وهذا من سلبياته الممقوتة ولاشك.
في النهاية.. هذا النوع من التنافس السلبي إنما يمثِّلُ صاحبه أوصانعيه أفرادا كانوا أو جماعات، وضررهُ يعود عليهم وحدَهم دون المجتمع كافة.
إنَّ الضرر والخلل الذي ضرب قيم المجتمع، وأخلَّ بميزان عاداتهم، وخرق قانون أعرافهم
هو التنافس في توثيق الأخبار، وانتهاك الخصوصيات، ونشر الإشاعات، وبث الأراجيف؛ سعياً للحصول على امتيازات السبق، وتصدّر المشهد، ونيل الأولويَّة.
هؤلاء المرجفون باتوا يعملون «كوكالة أنباء» عاجلة؛ يوثقون كل صغيرة وكبيرة، وينقلونها بعدساتهم كما شاءوا دون مراعاة لحقوق أحد، ولا حتى احترام لمشاعر الغير.
كل همهم واهتمامهم التنافس في البحث عن الحصريات والأولويات؛ فيتداولون أخبار الحوادث والأزمات، ويُحدثون ما يخلق الذعر في البيوت، ويلحق الضرر بالمجتمع.
ثمّ آخر ما نقول:
قمع هذه الفئة بات ضرورة مجتمعية ملحة تتطلب عدم المداهنة؛ لكسر هذا التنافس المذموم ونبذه.