مرفت بخاري
في منازل صغيرة، أو شقق مستأجرة تزدحم فيها الأحلام وتتقاسمها الهموم، جاء هذا الخبر كنسمة برد في قيظ الحاجة.
أمهات دمعت عيونهن شكرًا، وآباء رفعوا أكفهم إلى السماء حامدين، وأطفال رسموا على وجوههم أول ابتسامة طمأنينة حقيقية حين سمعوا أن (البيت أصبح قريبًا).
عاشت كثير من الأسر سنوات طويلة من الانتظار والترقب، بين قروض أثقلت كواهلهم، وأمنيات باتت تتلاشى مع الأيام، فجاء تبرع سمو ولي العهد ليعيد صياغة الحلم، ويزرع الطمأنينة في قلوب الآباء والأمهات الذين لم يعودوا يخشون أن تتقاذفهم ظروف الحياة بعيدًا عن استقرارهم المنشود.
إنه ليس مجرد بناء من الإسمنت والحجر؛ بل هو وطن صغير لكل أسرة، تحفظ فيه كرامتها، وتنمو فيه طموحات أبنائها، ويكبر فيه جيل جديد يعرف أن قيادته لا تنسى من هم في أمسّ الحاجة..
ستكون كل لبنة من لبنات هذه البيوت، وكل جدار فيها، شاهدًا على كرم إنساني نادر، وعلى قائد يرى أن سعادة شعبه جزء من مسؤوليته الشخصية.
وفي كل بيت جديد، سيحكي الأب لطفله أن هناك قائدًا حمل همومهم في قلبه، وأن بيوت الأمل التي يسكنونها اليوم كانت يومًا فكرة، ثم تحولت بفضل الله ثم بدعمه إلى واقع ينبض بالحياة.
تبرع سمو ولي العهد ليس مبادرة عابرة، بل هو جزء من رؤية وطنية كبرى تسعى لأن تكون نسبة تملك المواطنين للمساكن من أعلى النسب عالميًا، وتطمح لأن يكون لكل أسرة بيتٌ يليق بطموحها.
ولأن سموه يؤمن أن الاستقرار السكني هو أول الطريق نحو التنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي، جاءت هذه الخطوة لتؤكد أن (رؤية السعودية 2030) ليست مجرد أهداف اقتصادية، بل رؤية إنسانية قبل كل شيء.
فحين ينهض الوطن بأبنائه، ويقف قائده في صفوفهم داعمًا وسندًا، تتبدل الملامح، وتتغير القصص.
سيذكر التاريخ أن محمد بن سلمان لم يكن فقط قائدًا لمستقبل السعودية الحديث، بل كان أيضًا قلبًا نابضًا بالمحبة لكل فردٍ على أرضها.
بيوتنا ستشهد لك...
وجدرانها ستروي للأجيال القادمة أن قائداً مرّ من هنا،
حمل قلوبنا بين راحتيه...
وزرع على عتبات بيوتنا قصائد حب لا تنتهي.
سنعلّم أبناءنا أن هناك قادة لا يسكنون القصور فقط، بل يسكنون القلوب...
وأنّ هناك رجالاً يجعلون من أوطانهم حضناً دافئاً لا يخذل أبناءه.
دمتَ لنا قلبًا نابضًا... ويدًا معطاءة... وراية عزٍ لا تنكسر.