عبدالله صالح المحمود
في قلب الجزيرة، وفي مهبّ التاريخ، تقف السعودية شامخة، لا تلتفت إلى الخلف، ولا تساوم على الحلم. واليوم، ونحن في عام 2025 بعد أن طوينا صفحة عام 2024، تتجلّى الحقيقة واضحة لا لبس فيها: السعودية لم تتغير فحسب، بل غيّرت من حولها، وتقدّمت حيث توقّف الآخرون، وفتحت أبواب المستقبل بأيدٍ واثقة، وقيادة ملهمة.
لقد جاء تقرير «رؤية السعودية 2030» لهذا العام لا ليُخبرنا بما تحقق فحسب، بل ليُعلن بصوت الوطن أن السعودية تجاوزت الحُلم إلى مرحلة الإنجاز، إلى حيث لا يسبق الواقع خيال.
وإن كنا نبحث عن روح هذا التحوّل، فإننا نجدها في القائد الفذ، سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، الذي لم يجعل الرؤية شعارًا يُرفع في المناسبات، بل جعلها واقعًا يُبهر العالم، ومشروعًا حضاريًا يُعاد به تشكيل هوية الوطن، وإعادة تعريف معنى القوة والنهضة في زمن لا يرحم المترددين.
تحت قيادته، لم تعد الدولة تنتظر الفرص، بل تصنعها. لم تعد تتبع خطى الآخرين، بل تمضي في مسارها الخاص، بكل عزيمة. أصبحت السعودية تُكتب كقصة نجاح، ويُشار إليها كأنموذج يُحتذى به.
أصبح المواطن السعودي يرى في كل منجز انعكاسًا لطموحه، وفي كل قرار بصمة تخصه، وفي كل مشروع شاهدًا على أن زمن التغيير قد بدأ ولن يتوقف. المرأة تكتب فصلها في مسيرة البناء، والشباب يُطلقون طاقاتهم، والهوية تُصان، والبيئة تُحمى، والعالم يُعيد النظر في مواقفه تجاه هذه الدولة المتحوّلة بثبات، بعنفوان، وبثقة لا تهتز.
ما يحدث ليس نموًا اقتصاديًا فقط، بل هو تحوّل وطني شامل. تحوّل في الفكر، وفي الثقافة، وفي النظرة إلى الذات. لقد أصبحنا شعبًا يصنع الحاضر، ويملك أدوات المستقبل، ويُدرك تمامًا أن الانتماء لهذا الوطن شرف، والمساهمة في نهضته واجب.
من الاقتصاد إلى الثقافة، من الأمن إلى التقنية، من الإنسان إلى المكان.. تتقدّم السعودية بكل قوة، وتعيد تشكيل موقعها عالميًا ليس كدولة نامية، بل كدولة قائدة، مبادرة، تُلهم الآخرين وتُرسي معايير جديدة للتميّز.
وإن كان البعض يظن أن عام 2024 بلغ الذروة، فنحن نعرف أن ما تحقق هو مجرد بداية. لأننا في وطن لا يعرف الاكتفاء، ولا يتوقف عند حدود الإنجاز، بل يمضي قُدماً نحو ما هو أعظم.
إنها السعودية.. بلد الحُلم والهمّة، بلد القائد الذي وعد فأنجز، وشعب لا يقبل إلا بالقمّة.