محمد الخيبري
بالعلامة الكاملة حققت الأندية السعودية الفوز وبالوقت الأصلي في دور ربع النهائي في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة وبنتائج مميزة وكبيرة في تأكيد واضح وصريح بعلو كعب كرة القدم السعودية آسيوياً.
وبتجاوز الهلال السعودي جوانجغو الكوري الجنوبي بسباعية ثقيلة، وتغلب الأهلي السعودي على بوريرام التايلندي بثلاثية، وسحق النصر السعودي يوكوهاما الياباني برباعية مقابل هدف، تسيدت الفرق السعودية القارة وسيطرت على أدوارها النهائية والإقصائية بكل جدارة.
وبهذه النتائج العريضة ضمنت الأندية السعودية وجود طرف سعودي واحد بالنهائي على الأقل بعد تأهل فريق الأهلي السعودي عندما أقصى الهلال بثلاثية لهدف في المباراة التي جمعت بينهما على أرض ملعب الإنماء بجدة.
وجود كامل نصاب الأندية السعودية في الأدوار الإقصائية في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة هو تأكيد على أن أهداف رؤية المملكة 2030 تحقق جزءاً كبيراً منها وأن معظم الأندية السعودية استفادت من الدعم الحكومي السخي واستقطاب أبرز نجوم العالم حتى بات الدوري السعودي المحترف من أكبر الدوريات بالعالم.
ويتطلع الشارع الرياضي بالسعودية إلى أن يكون النهائي الآسيوي سعودياً خالصاً حينما يلتقي النصر السعودي بكاواساكي الياباني في الجزء الثاني من دور نصف النهائي، الذي حتى وقت كتابة هذا المقال لم يتحدد طرف النهائي بينهما ولكن كل التوقعات تصب في مصلحة النصر نظراً للفوارق الفنية الكبيرة.
وإن صدقت التوقعات سيكون نهائي آسيوي مثيراً بنكهة سعودية خالصة ستتجه إليه أنظار المتابعين لكرة القدم بالعالم لوجود أبرز نجوم العالم بين صفوف الفريقين بعد فترة من السيطرة من أندية شرق قارة آسيا.
الأندية السعودية في البطولات الآسيوية باتت كالعلامة التجارية المميزة وبات وجودها يشكل أجواء تنافسية مميزة، فبعد التجربة الأولى التي خاضها فريق التعاون السعودي الذي لعب نهائي كأس دوري أبطال آسيا الثاني وخسره من أمام الشارقة الإماراتي هو امتداد للنجاحات للأندية السعودية آسيوياً.
فريق التعاون السعودي الذي استطاع الفوز في ذهاب النهائي بهدف نظيف لم تسعفه الخبرة المتواضعة في المعترك الآسيوي ليخسر إياب النهائي بهدفين نظيفين في مباراة دراماتيكية قد يفتح الباب من جديد له أو لفريق سعودي آخر في المواسم القادمة.
الخطط الاستراتيجية التي عملت عليها لجان اتحاد كرة القدم السعودي بالتعاون مع رابطة دوري المحترفين لتطوير الأندية السعودية واللاعبين السعوديين جعلت من الأندية السعودية بيئة جاذبة للمحترفين، وجعلت ملاعب كرة القدم السعودية أرضاً خصبة للاحتراف الحقيقي.
ووفرة الأموال من وسائل الجذب للاستثمار الرياضي الجاد سواء للاعبين المحترفين والمدربين والأجهزة الرياضية والطبية بالأندية، مع ضمان أجواء تنافسية قوية.
عوامل كثيرة تؤكد أن خطط القيادة الحكيمة التطويرية للقطاعات المجتمعية وعلى رأسها قطاع الرياضة لم تكن وليدة اللحظة بل هي نتاج عمل دؤوب واجتماعات مطولة رفيعة المستوى وخوض تجارب عالمية بزمن قياسي.
الدعم الحكومي السخي الذي توافق مع وجود مسؤولين ذوي كفاءة عالية وأمانة مهنية عملت على جودة الحياة للممارس الرياضي من لاعبين محترفين أجانب وأجهزة فنية وطبية، انعكس ذلك على الممارسة اليومية لهم ونسبة التجانس العالية بالمعيشة مع المجتمع السعودي المتحضر وضمان بيئة معيشية مناسبة لهم ولعوائلهم.
ويتمثل ذلك في أن معظم اللاعبين المحترفين الذين انتهت فترة احترافهم بالسعودية جعل له « خط رجعة « للسعودية إما عن طريق الاستثمار أو المشاركة في البرامج الرياضية أو حتى للزيارات الودية، بل إن البعض منهم اختار المملكة العربية السعودية بلداً للاستقرار الدائم كمقيم فيها.
قشعريرة
في كل مباراة يخوضها الهلال خارج أرضه وخارج مدينة الرياض تحضر جماهيره بشكل مميز يملأ المدرجات بشكل ملحوظ حتى تأكد للجميع أن الهلال صاحب الشعبية الأكبر بالمملكة العربية السعودية والخليج.
الهلال دائماً يلعب خارج أرضه وبين جماهيره مقولة رددها بعض معلقي المباريات التي يكون الهلال طرفاً فيها كضيف أو في أرض محايدة.
جمهور الهلال العريض الذي يتوزع في جميع أنحاء السعودية والخليج في كل موسم يوجد في مدرجات الملاعب خارج مدينة الرياض بكثافة، وسجلت مباريات الهلال خارج أرضه النسبة الأعلى سواء في شمال وجنوب المملكة وشرقها وغربها ووسطها.
حتى بعض المباريات التي تقام في بعض دول الخليج الشقيقة كـ « قطر وعمان والبحرين « الجماهير الهلالية غالباً ما تسجل نسبة الحضور الأعلى سواء كان الهلال ضيفاً أو مضيفاً على أرض محايدة.
وبعد الخروج المؤلم من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة على يد الأهلي اتجهت الجماهير الهلالية بمسار آخر مميز لنقد إدارة النادي وبعض النجوم، وطالبت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتغيير بل تجاوز الأمر لمطالبة الإدارة بالرحيل ولكن بأسلوب حضاري ومتزن دون تجريح أو تجاوز.
الجماهير الهلالية طالبت إدارة الأستاذ فهد بن نافل بالاستقالة على الرغم من التنويه بالنجاحات السابقة التي تكللت بتحقيق رقم بطولي غير مسبوق وعمل احترافي تجاوز كل الحدود وأرقام قياسية يصعب على أعتى الأندية بالعالم كسرها.
من المؤكد أن هناك مشاكل فنية وإدارية تسببت في خذلان تلك الجماهير العريضة التي تزحف بكل قوة خلف هلالها طوال الموسم والمواسم لم يتم حلها ونزول حاد في المستوى الفني لمعظم النجوم بشكل غريب، ووجود وفرة في الإصابات مع تواضع دكة البدلاء والتفريط في بعض النجوم نظراً لإجبار الأندية على قائمة محددة لعدد اللاعبين المحترفين.
المطالبة الجماهيرية بالتغيير استمرت بعد خسارة الهلال كأس الملك بركلات الترجيح أمام الاتحاد، وفقدان المنافسة تقريباً على الدوري حتى الخروج المرير من المعترك الآسيوي بنفس الرتم والأسلوب.
حتى انتقاد اللاعبين والجهاز الفني لم تكن هناك مطالبات متوترة وحادة، بل كانت هناك مطالبات متزنة وهذا سلوك رياضي يتميز به الجمهور الهلالي الأكثر مثالية من بين الجماهير السعودية.
الظهور الإعلامي لرئيس مجلس إدارة نادي الهلال الأستاذ فهد بن نافل بعد المباراة مباشرة والذي كان الحزن واضحاً على ملامحه والشجاعة الأدبية كانت بين مفرداته والذي حمل نفسه تلك النكسات بالفريق الأول لكرة القدم، تم التعاطي معه جماهيرياً بكل حذر وبفائق الاحترام.
الإدارة الهلالية مطالبة بالشفافية وكشف تفاصيل التفاصيل للجمهور للأسباب الحقيقية وراء تدهور الفريق في زمن بسيط بعد تحطيم الأرقام وتقديم أروع المستويات الفنية وحصد الألقاب تلو الألقاب.
الإدارة الهلالية التي تحمل أمانة آمال وتطلعات الجماهير الزرقاء والتي حتماً ستزحف خلف هلالها وستقطع آلاف الأميال للوصول إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية لمرافقة زعيم آسيا في المعترك العالم مطالبة بمصارحة هذه الجماهير العاشقة عن الوضع العام للهلال.