علي حسين (السعلي)
سأتحدث في مقالي هذا عبر هذه الزاوية لأمر طرأ لي هكذا بخاطري، وقلت في نفسي بيني وبينكم: هل يحسد المثقف مثقفا غيره، ما السبب ولماذا وكيف ؟!
هنا لحساسية العنوان أبحرت ومعي بنات أفكاري وممكن من بعد إذنكم آخذكم في هذه الرحلة التي أرجو من الله أن تكون رحلة سعيدة لا حسد فيها! وسأحاول زرع ابتسامة على شفاهكم لكن الأمر ظاهره سهل لكن باطنه خطير، وخطير جدا، هيا نرفع الشراع ونثبت الفنار في سفيتنا وبسم الله نبدأ:
أغاب المثقفون والأدباء والمفكرون أو متذوقو اللغة عن معنى ومبنى وقراءة وكتابة كاتب يبدأ كل صباحاته ومساءاته ببيت شعر أو قصة قصيرة أو حكاية سمعها أو قرأها وراقت له فأحبّ أن يشاركه فيها متابعوه!
وربما حكمة أو حتى من خلال صورة أعجبتنا ونعلّق عليها ؛ فلا ننتظر ردّا ممن عبروا بأبصارهم ما نكتبه فإن جاء إعجاباً فبها ونعمت، وإلا تمضي منشوراتنا كأن على أسنة حروفها الطير ويأتي صباح ومساء جديد، وهكذا نكتب ونظل نكتب سواء تفاعل معنا أحد أم لا ؛ فأصل كتابتنا هي تسلية وشفاء لما تكنّه صدورنا، أو من مواقف تمرّ علينا وتجارب وثقافات مما نقرؤه أو نسمعه أو نشاهده، وقد يسألني أحد ضيوف رحلتي: أين المشكلة بالضبط كل هذا نعرفه، ما الجديد؟
الجديد عزيزي الضيف هو:
أن يتعمّد بعضهم باسم مستعار قمع - أكرمكم الله- القارئ أن يلفّ على منشورات أصدقائه وغيرهم طبعا ويسبّ هذا ويشتم ذاك ، ويقلل من شأن كتّابها وما يكتبوه بعبارات أقل ما فيها تقال بين مجموعة من كبار السن وهم يرشفون دلة قهوة أو يشربن فنجان قِشْر ويبقى المثقف أو حتى العاشق للحرف محتار بين الرد أو الاحجام فإن رد أعطى من تعمد الإساءة إليه أهمية، وإن تركه وأهمله جاءته رسائل على الخاص من مثل:
شفت فلان ماذا كتب فيك؟ وعلى فكرة أعزّائي ضيوف رحلتي هناك فرق بين غيرة غير حاسدة والغبطة يعني، وحسد هكذا في الوجه زوال نعمه والعياذ بالله، المهم.. أما لماذا يقتل بعضنا بعضا ونتصيّد كل خطأ يصادفنا في قراءاتنا، هذا الذي يشغل تفكيري الآن: ما السبب أيها المثقفون؟ ماذا يمنع أن تمر على منشورات الأصدقاء وتمدح وتجامل وتعطي مداخلتك فيما قرأت بكل حب وثقافة لجمال حرف، حتى وإن كان لدينا اختلاف نختلف بأدب وليس بقلة أدب!
الذي صار معي في .. أمر مؤسف جدا نقش بصدري وشم العيب من الاستضافة: هل هكذا يتعامل الضيف؟ وإلى الآن انتظر من مسؤوليه كلمة اعتذار على رؤوس الأشهاد يقرؤه القاصي والداني.. لماذا افتعل كل هذا ضدي؟ حسنا .. اسمعوا واحكموا بشكل مختصر:
هكذا دخل على الامسية هكر - عليه من الله ما يستحق- وأراد تخريبها مرتين، بعد الأمسية نشروا اللقاء بمشاهد أستحي أن أكتبها من الهكر مستغربا أين المنتاج ولم أنتبه سوى من بعض الأصدقاء وجماعتي ووجه تخبّى داخل حرفي والله خجلا ، حتى الشهادة التي نشروها غيروا فيها اسمي ولقبي.. أهكذا يتعامل مع الضيف عيانا بيانا ، هل ما تم ضدي مدبر حسدا؟
أيها المثقف الكريم.. اجعل خاطرك كالنهر لا يتدفق إلا بجمال منظر ورقة حس وصوت شلالا بالحق وبعض مجاملة تفيد لا تضر ، احمل الحسد عاليا واطرحه أرضا وقل له : إليك عني فأنا لدي مهمة تنفع نفسي وغيري ووطني السعودية المثقفة، أنا قوة ناعمة أستغلها للخير، أزل من صدرك الغِلْ والحسد، افرح لنشاط زملائك واحزن إن تعاقبت عليهم الظروف، كن معهم سندا بطلا أخا، افرحوا لنتاج بعض، باركوا لإبداعهم ودعوا الحسد يموت مع جيل مثقف واعٍ، به سواعد فتية تقف بالمرصاد لأعداء الوطن وتناصر حكامه الكرام، هذه مهمتنا جميعا، السعودية خطّ أحمر، بدلا من أن نتحاسد ونتناحر ونتشبث بآرائنا من أجل رواية مثلا.. معها أو ضدها.. والمشكلة حين تسأل المختلف هل قرأت الرواية يقول لك لا فترجع تسأله كيف حكمت ولم تقرأ؟!
سطر وفاصلة
وصف الفيلسوف آرثر شوبنهاور الحسد بأنه «متعة مؤذية في مصائب الآخرين والتي تظل أسوأ سمة في الطبيعة البشرية».
اصبر على كيد الحسود
فإن صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ما تأكله
هارولد كوفين: «الحسد هو عد النعم التي يحظى بها الآخرون بدلاً من عد نعمك».
آرثر شوبنهاور: «الحسد أعلى درجات الاحترام في ألمانيا».
هيرودوت: «أن يحسدك الناس أفضل من أن يشفقوا عليك».
تيتوس ليفيوس: «الحسد مثل النار دائماً تستهدف أعلى النقاط».
فرانك تايغر: «لا يمكنك أن تكون سعيداً وحاسداً بنفس الوقت».
”. عباس محمود العقاد: «ليس الحاسد هو الذي يطمع أن يساويك بأن يرقى إليك، بل هو الذي يريد أن تساويه بأن تنزل إليه».
أوفيد:” أهداف الحسد كبيرة جداً”.
مثل إنجليزي: «الحاسد يصوب على الآخرين ويجرح نفسه».
يفغيني يفتوشينكو: «الحسد إهانة للذات».