مرام فهد المشاري
في زمن اصبحت المثالية تُنشد فيه من خلال السعي الحثيث خلف التطوير والتحسين لمختلف المنتجات، ولمختلف الخدمات لنتساءل: هل التحسين الشخصي ضرورة للفرد؟ هل من المفترض أن يكون غاية أساسية للتكيف مع جودة ما حوله؟ أم أننا فقط نحسن كل ما حولنا ولا نفكر في أخذ نظرة خاطفة نحو أنفسنا!
هل الجودة المنشودة مُشبعة إن تعلقت في كل ما حولنا عدا أنفسنا!؟
أم أنها لابد أن تبدأ من محاولة حقيقية في تحسين أنفسنا قبل أي شيء آخر، في تحسين طريقتنا في الحياة، في تحسين أفكارنا التي نؤمن بها، في تحسين تعاملاتنا مع من هم حولنا، في تحسين نمط عيشنا، في تحسين قائمة أولوياتنا، في تحسين نهجنا في تهذيب أبنائنا، في تحسين سلوكياتنا مع أصدقائنا، في تحسين طرق التواصل مع أقربائنا، إن كنا حقاً نستحق العيش في عالم مُحسن ومُطور، فالأولى أن يكون هذا التحسين والتطوير ذاتياً وداخلياً قبل أي شيء آخر، لأن التحسين والتطوير الذاتي قد يمكنك من التعايش بشكل مُجود حتى مع نقص الإمكانات والتسهيلات حولك، لكن الإمكانات والتسهيلات المُحسنة والمطورة لافائدة لها إن كنت بذات متدهورة.
تعددت تاءات السعادة حسب طرح الكثير من المفكرين والمدربين ما بين التوكل، والتفاهم، والتواصل، والتوافق، والتوازن، والتعاون، وغيرها.
ولعلي هنا أضيف إليها تاء جديدة، تاء قد تساعدك في تبني كل ما سبق حتى ولو بالتدرج ألا وهي تاء التحسين، أن ينطلق الإنسان في رحلته نحو التحسين كل يوم منتهى الفهم والإدراك، واستباق النضج والحكمة، واستثمار العمر والذات.
سعيك للتحسين ولو بلقيمات صغيرة، أغنى من وليمة مثالية سرابية.
وإن أردت اقتباس أحد أشهر المقولات فسأقول بأن التحسن هو التغيير، والكمال هو التغيير المتكرر..
والثابت الوحيد في العالم هو التغيير، كل ما تحتاجه في البداية جُرأتك، فالتردد باب بلا مقبض، تتأمل به الخروج بقيود العجز، التردد مقبرة الأحياء، لكن الجرأة تذكرتك لتعبر من نقطة إلى أخرى، الجرأة هي التي تصنع لك الفارق.