محمد العويفير
يعيش النادي الأهلي السعودي واحدة من أفضل فتراته الكروية في العقد الأخير بعد أن نجح في الوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، محققًا إنجازًا طال انتظاره من جماهيره العاشقة، فهذا الوصول لم يكن مجرد مصادفة أو حظ عابر، بل جاء نتيجة عمل متكامل على جميع الأصعدة، جعل من الأهلي خصمًا صعبًا وأحد أبرز الفرق على الساحة القارية.
منذ انطلاقة البطولة والأهلي يقدم أداءً ثابتًا ومتوازنًا، سواء في دور المجموعات أو الأدوار الإقصائية، فالفريق أظهر نضجًا تكتيكيًا عاليًا، وتحكمًا في نسق المباريات، وقدرة على الحسم في اللحظات الصعبة، لذا لم يكن وصوله إلى النهائي مجرد اجتياز لمنافسين، بل كان انتصارًا على تحديات فنية وذهنية صعبة، ففي كل جولة كان الأهلي يكبر فنيًا ونفسيًا، ولم يكتفِ بالفوز بل أظهر شخصية فريق يُجيد التعامل مع الضغوط، ويتقن إدارة المباريات الصعبة، وهذا ما بدا جليًا في الدور نصف النهائي حين تجاوز خصمًا عنيدًا كالهلال في مواجهة حاسمة أكدت أن الأهلي يملك اليوم عقلية الأبطال .
ما قدّمه الأهلي كان أشبه بعمل ناضج، لا يعتمد على لاعب واحد، ولا يُراهن على لحظة إلهام فردية، بل على منظومة داخل الملعب تؤدي مهامها كما يجب، وهذه هي كرة القدم التي اختارها الأهلي هذا الموسم، لا تبحث عن الاستحواذ للزينة، ولا عن استعراض المهارات، بل عن الفوز في النهاية، وهي كرة القدم التي كثيرًا ما تُنتج الأبطال، بلوغ النهائي لم يكن نتيجة موجة صاعدة أو اندفاع عاطفي، بل كان نتيجة حسابات واقعية، وخيارات فنية تُحترم، لم يتحدث أحد عن الأهلي كثيرًا، لكنه تجاوز من تحدثوا عنهم واحدًا تلو الآخر.
الآن، الأهلي يقف على بُعد 90 دقيقة وربما أكثر من لقب آسيوي ثمين، المهمة صعبة لكن الفريق بات معتادًا على التحديات، خصمه في النهائي سيكون قويًا بلا شك، لكن ما يمتلكه الأهلي من انسجام وعمق فني مع مدرب لطالما تحدثت عنه بأنه ضمن الأفضل منذ الموسم الماضي وثقة جماهيرية يجعله أحد أبرز المرشحين لحمل الكأس.
فالتاريخ يُصنع في مثل هذه الليالي، والأهلي يبدو مستعدًا لكتابته.
رسالتي:
إن كان ما يمنعهم عن الابتعاد هو الأضواء هناك، فاعطوهم ما يشاؤون لكن لا تتركوهم يقتربون من صناعة القرار. (فالواجهة لا تصنع عقولًا قادرة على التغيير)!
** **
- محلل فني