سلمان بن محمد العُمري
نحمد الله سبحانه وتعالى أن هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً لديهم الحس والوعي تجاه جناب الله عز وجل وتقديره ونبذ كل ما فيه عدم التوقير للفظ الجلالة أو أسمائه الحسنى وعدم امتهانها بأي شكل من الأشكال، وقد سبق أن صدر توجيه صاحب السمو الملكي وزير الداخلية رقم (21016) وتاريخ 17-03-1407هـ المتضمن عدم كتابة أسماء الله على جميع الأوراق والأوعية التي تؤول الأمر فيها إلى الامتهان، وكذلك صدور تعميم سموه رقم (99553-12) بتاريخ 12-12-1425هـ المبني على خطاب سماحة المفتي العام للمملكة رقم (2-2581) بتاريخ 14-10-1415هـ المتضمن بأن اللجنة الدائمة للإفتاء درست وضع أسماء الله عز وجل وصفاته في أماكن متعددة معروضة للامتهان وأفتت بمنع ذلك تكريماً وتعظيماً لأسماء الله عز وجل ورغبة سموه اعتماد ذلك وإزالة ما هو موجود، والغرف التجارية مازالت مستمرة في توجيه التجار للالتزام بهذه الأوامر والتعليمات، وقبل ذلك وزارة التجارة التي أصدرت خطابات متعددة إلى القطاع الخاص للتحذير من عدم الوقوع في هذه التجاوزات، نظراً لورود عدد من الشكاوى المتعلقة بقيام العديد من المتاجر بكتابة أسماء الله الحسنى على الأكياس والعبوات المعرضة للامتهان.
وللأسف ما زالت بعض الشركات والمؤسسات تستورد بضائعها وأغلفة المنتجات وهي تحمل لفظ الجلالة بل تجاوز الأمر إلى وجود مناديل سفرة تستخدم لمسح الأيدي والوجه عقب الأكل وعليها بعض الكتابات (حياكم الله) و(الحمد لله).
والواجب ألا يتم الاكتفاء بالتعاميم بل بجب أن يتم معاقبة كل من يتجاوز التعليمات وتمنع من هذه المحلات ويصدر عليها غرامات.. تكريماً للفظ الجلالة، وأن تقوم الهيئات الرقابية بعمل جولات ميدانية لضبط المخالفات التي تمس ديننا الإسلامي الحنيف، وحري بوزارة التجارة، والبلديات، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متابعة ذلك، كما أتمنى من كل مواطن ومقيم غيور يشاهد مثل هذه المخالفات أن يبلغ وزارة التجارة عبر منصات التواصل أو الهواتف المخصصة للبلاغات، وهذا من توقير العبدِ لربه ومولاه؛ والإجلال والقداسة والتعظيم الذي يستحقه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، فإنه أعظم عظيم، وأجل جليل، فحقّ اللهِ على عباده أن يقدروه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى حق قدره، وأن يوقروه حق توقيره، وأن يعظموه حق تعظيمه.
وبالمناسبة وحديثنا عن التوقير والإجلال لاسم ربنا عز وجل فللأسف هناك كثير من الكتاب والمتحدثين لا يتبعون لفظ الجلالة (الله) تعالى بكلمة توقير مثل (سبحانه... تعالى.. جل جلاله ... عزّ وجلّ) بينما إذا ذكروا اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتبعوه بالصلاة عليه فلفظ الجلالة أحق بالتوقير، فلفظ الجلالة «الله» له قدسية عظيمة، ويجب ذكره باحترام وتوقير.
وفي تفسير التوقير بقول الله تعالى في الآية الكريمة: قال تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ).
فقال ابن عباس: (وَتُوَقِّرُوهُ يعني التعظيم).
وقال قتادة: (وَتُوَقِّرُوهُ أمر الله بتسويده وتفخيمه).
وقال أيضاً: (وَتُوَقِّرُوهُ أي ليعظموه).
وقال ابن جرير الطبري: (فأما التوقير فهو التعظيم والإجلال والتفخيم).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (التوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار).
قال ابن كثير: (التوقير: هو الاحترام، والإجلال، والإعظام)