د.عبدالعزيز بن سعود العمر
المقصود بتخصصات العلوم البحتة في عنوان هذه المقالة التخصصات التالية: الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، الرياضيات.
لا جدال أن هذه التخصصات شكلت عصب الحضارة الغربية المعاصرة. بل إن تطبيقات هذه التخصصات تمخض عنها انجازات إنسانية نوعيه مهولة في مجالات الهندسة والطب والصيدلة والطاقة، والحواسيب. إن مما يؤسف له أن هذه التخصصات العلمية المهمة لم تعد اليوم فيما ببدو لي تستهوي الطلاب في جامعاتنا. والسبب في ذلك يعود إلى أن بريق التخصصات في عالم الإدارة والمال والاقتصاد خطف الضوء عن التخصصات العلمية البحتة، بل إن التخصصات المالية والإدارية أصبحت قبلة الباحثين عن فرص العمل في الشركات العملاقة.
نحن لا نقلل من أهمية التخصصات في عالم الإدارة والمال والاقتصاد بقدر ما نحذر من تناقص المتخصصين في مجالات العلوم البحتة (Pure Sciences). في السنوات الأخيرة ظهر في الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول الشرقية المتطورة توجه تعليمي عالمي جديد، يقوم هذا التوجه الجديد على دمج العلوم والرياضيات والأحياء والكيميا والهندسة في موقف (سياق) تعليمي واحد. أطلق على هذه التوجه التعليمي الجديد مسمى تعليم ستم (STEM Education)، يركز هذا التوجه التعليمي على تنمية مهارات التفكير النقدي وعلى الابتكار وحل المشكلات، وهو يمثل اليوم مستقبل أي أمة تبحث عن مكان عز تحت الشمس، بل إن معظم وظائف المستقبل سوف تخرج من عباءة هذا النمط من التعليم.