ناصر زيدان التميمي
العافية نعمة عظيمة لا يشعر بقيمتها الحقيقية إلا من فقدها، فهي أساس كل متعة في الحياة، ومفتاح الراحة والسعادة، مهما امتلك الإنسان من مال أو جاه أو متاع، فإن لم يكن معافى في بدنه ونفسه، فلن يستمتع بشيء من ذلك.
قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا). رواه الترمذي.
هذا الحديث يختصر المعنى العظيم للعافية، حيث قُدِّمت على المال، وجُعلت قرينة الأمن والطعام، وكأن الإنسان إن نال هذه الثلاث فقد ملك الدنيا كلها. العافية لا تُشترى بالمال، وقد يُنفق الإنسان ماله كله في محاولة استعادتها إذا فقدها. ولهذا قيل: (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى).
ومن فضل الله على عباده أن العافية تشمل الجسد والعقل والقلب والروح. فالعاقل من يحافظ على صحته، ويشكر الله عليها، ويتذكّر أن دوامها ليس مضموناً، وأن شكر النعم هو سبب بقائها.
ختاماً، المال وسائر النعم إنما هي زينة للحياة، ولكن العافية هي الحياة نفسها. فاحمدوا الله على نعمة العافية، واغتنموها في طاعته، ولا تُفرطوا فيها.