سليمان الجعيلان
هل تعلم أنه في عام (1991) كانت ظروف فريق الهلال الفنية سيئة وكانت جماهير الهلال محبطة والإدارة الهلالية في ورطة مالية ومعنوية؛ بعد النتائج السلبية لفريق الهلال في المسابقات المحلية وكان الهلال تنتظره مشاركة قارية فتدخل الأمير الوليد بن طلال ووعد بالدعم المالي لإدارة الهلال، وبالفعل أوفى الأمير الوليد بن طلال بوعده وقدم دعمًا ماليًّا سخيًّا بقيمة مليون ومائتي ألف ريال لرئيس نادي الهلال آنذاك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- في موقف من مواقف ووقفات الأمير الوليد بن طلال المشرفة والمشرقة مع الهلال، ومع الإدارات الهلالية المتعاقبة، في أصعب الظروف والمواقف والتي كانت إحدى ثمارها آنذاك تحقيق الهلال البطولة الآسيوية الأولى في تاريخه؟!.
وهل تعلم أن في عام (1999) وفي عهد إدارة الأمير بندر بن محمد - رحمه الله- قام الأمير الوليد بن طلال بتمويل صفقة انتقال عملاق الحراسة السعودية الكابتن محمد الدعيع للهلال وتحويل مسار الصفقة من النصر إلى الهلال عندما تدخَّل الأمير الوليد بن طلال في اللحظات الأخيرة ومول الصفقة بمبلغ (3) ملايين ريال لإكمال بقية قيمة الصفقة التي كلفت خزانة نادي الهلال أكثر من (5) ملايين ريال كأعلى صفقة في سوق انتقالات اللاعبين المحليين في ذلك الوقت، وليصبح بعدها محمد الدعيع لاعبًا هلاليًّا رغماً عن الاغراءات والهبات التي قدمت للدعيع من أندية أخرى، في موقف جديد يؤكد حرص واهتمام الأمير الوليد بن طلال في دعم كل الإدارات الهلالية وتمويل بعض الصفقات الاحترافية المهمة في تاريخ الهلال؟!.
هذان نموذجان ومثالان لمواقف ووقفات الأمير الوليد بن طلال مع الهلال، وهما صورة ورسالة لمن يريد ان يختزل مبادرات وتحركات الأمير الوليد بن طلال مع إدارة فهد بن نافل فقط، وكأنهم يجهلون ان العلاقة القديمة والوثيقة بين الأمير الوليد بن طلال والهلال بدأت وانطلقت منذ أكثر من (40) عاماً ولم تتوقف أو تتأخر في أي يوم من الأيام، بل نمت وتمددت هذه العلاقة القوية وهذه الشراكة العاطفية مع نادي الهلال منذ تلك السنوات الطويلة وظلت حتى الفترة الحالية، بغض النظر عن أسم من يرأس الهلال، ولذلك من الظلم والإجحاف بحق الأمير الوليد بن طلال أن يتم إشاعة وترويج أن استقالة رئيس الهلال فهد بن نافل يعني رحيل وتوقف الأمير الوليد بن طلال عن دعم ومساندة الهلال متى ما احتاجه الهلال، وبالذات الآن، وأعني بمفردة الآن كثيراً، وخاصة بعد أن استنفد رئيس الهلال فهد بن نافل كل الفرص لتدارك أخطائه الإدارية والفنية.
وبات من المؤكد أن الهلال لا يمكن أن يدار بهذه الأخطاء الإدارية والفنية المتكررة والمتراكمة دون بوادر أو مبادرة للتصحيح، والنتيجة استمرار خروج الهلال من البطولات.
وما الطريقة المذلة والمستفزة التي خرج بها الهلال من بطولة النخبة الآسيوية إلا سبب كاف لاستقالة رئيس الهلال بالأفعال لا بالأقوال !!.. وعلى كل حال هذه المطالبات والأمنيات على الأقل الشخصية باستقالة رئيس نادي الهلال ليست جحودا ونكرانا لما قدمه فهد بن نافل في السنوات الماضية، وليست ترصدا وتصيدا لأخطائه الإدارية الواضحة التي لا يتسع المقال لسردها، وأصلاً الجميع يعرفها ويعيها، ولا يحتاج لذكرها وتكرارها بقدر ما هي رسالة مباشرة لبعض الهلاليين، بأن الهلال لم ولن يكون يوماً من الأيام رهينة الرمز الواحد أو الرئيس الواحد، كما هو الحال في بعض الأندية.
ولذلك أقولها وبالفم (المليان) لا خوف على الهلال حتى وإن استقال وابتعد رئيس الهلال فهد بن نافل في ظل وجود عاشق ومحب للهلال مثل الأمير الوليد بن طلال، ومع جميع إدارات الهلال .. أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت!.
السطر الأخير
لا أذكر في الماضي القريب أو البعيد أن مر على الهلال مدرب استطاع أن يبني مجدا عظيما ويحقق معه ألقابا تاريخية وأرقاما قياسية وبنفس الوقت يتعمد أن يهدم ويدمر ذلك الحب الذي زرعه وانتزاعه من قلوب جماهير الهلال مثل ما فعله المدرب جيسوس، الذي اعتقد وظن أن طموحات وتطلعات جمهور الهلال تتوقف عند ما تحقق سابقاً، ولا تترقب ما سوف يحدث مستقبلاً فنام جيسوس على الماضي وتجاهل الحاضر، وأستمر بل وأصر على أخطائه الفنية التي دمرت وهدمت ما تبقى من هلال جيسوس المرعب حتى بات جيسوس نفسه أكثر شخص عند جمهور الهلال يجب مساءلته ومحاسبته، بل والمطالبة بإقالته حالاً، وهذا درس من دروس جمهور الهلال بأن لا أحد فوق الهلال مهما كانت ألقابه وأرقامه مع الهلال!.. نقطة آخر السطر.