د. محمد عبدالله الخازم
يوجد في المملكة وفق الإحصائيات الرسمية 99,026 طالبا وطالبة يصنفون من ذوي الإحتياجات الخاصة أو الإعاقات، الغالبية منهم في المرحلة الابتدائية بواقع 42,638 ألفا. صعوبات التعلم، عادة تصنف إلى خمس فئات؛ صعوبات سلوكية، صعوبات تتعلق بالذكاء، صعوبات تتعلق بالتواصل، صعوبات جسدية ومتعدد الصعوبات. ووفق الإحصائيات، يبدو أن التركيز على التصنيف الطبي وليس الصعوبة الوظيفية، حيث تفرزهم الإحصائيات وفق الفئات التالية:
- صعوبات تعلم 31,272 - إعاقة فكرية 20,694
- إعاقة جسدية 14,175 - طيف توحد 11,337
- إعاقات سمعية 7,484
هناك توجهات نحو دمجهم في التعليم العام، لكن فكرة الدمج غير واضحة بشكل كاف. هل هو مجرد دمج قسري بأن نضع الطالب الذي يعاني صعوبة في فصل عادي، وأنتهى الموضوع؟ هل هناك برامج متنوعة في الدمج وألياته أم أنه برنامج واحد؟ هل يتم دراسة نوع الصعوبة (وليس التشخيص الطبي للإعاقة) كونها تواصلية أو فكرية أو جسدية، وبالتالي وضع البرنامج المناسب لها؟ أعتقد أننا بحاجة إلى تطوير خطة تعليم فردية لكل طالب، يتم من خلالها تطوير خطة تعليمية شخصية أو فردية، تلبي إحتياجات الطالب المحددة، وتحديد آلية استيعابه والتعديلات المطلوبة والبرامج البديلة له وخدمات الدعم الممكن توفيرها. بمعنى، كل طالب يختلف عن الآخر، بالذات طلاب صعوبات التعلم، ويفترض تخطيط وتصميم خطة تعليم لكل طالب وفق حالته واحتياجه وليس خططا جمعية لا تراعي التفاصيل الدقيقة.
أرجو أن يكون ذلك نظاماً، تلزم به وزارة التعليم ومدارسها تجاه الطلاب أمام أولياء الأمور، بحيث يكون من حقهم معرفة الخطة المصممة لابنهم أو ابنتهم وبدائلها وآليات تطبيقها. عندما أشير إلى خطة لكل طالب، أفترض وجود خطة للدمج/ إلحاق الطلاب ذوي الصعوبات بالبرامج المناسبة لهم، تشمل توفر الخيارات التالية:
1. فصل عادي مع دعم غير مباشر، حيث يُلحق الطالب بفصل عادي طوال اليوم الدراسي، ويتلقى المعلم خدمات استشارية متخصصة.
2. فصل عادي مع مساعدة في الموارد، حيث يُلحق الطالب بفصل عادي طوال اليوم الدراسي أو معظمه، ويتلقى تعليمًا متخصصًا، فرديًا أو ضمن مجموعات صغيرة، داخل الفصل العادي من معلم تربية خاصة مؤهل.
3. فصل عادي مع مساعدة في الانسحاب، حيث يُلحق الطالب بفصل عادي ويتلقى تعليمًا خارج الفصل، لأقل من 50 % من اليوم الدراسي، من معلم تربية خاصة مؤهل.
4. فصل تربية خاصة مع دمج جزئي، حيث يُلحق الطالب بفصل تربية خاصة لمدة 50 % على الأقل من اليوم الدراسي، ويُدمج مع فصل عادي لمدة حصة دراسية واحدة على الأقل يوميًا.
5. فصل / مدرسة تربية خاصة بدوام كامل طوال اليوم الدراسي.
6. دراسة مستقلة/ منزلية/ جزئية، مع توفير الدعم المتخصص اللازم.
طبعاً، الأمر يحتاج توفر الكوادر المتخصصة مثل أخصائي صعوبات التعلم، الأخصائي النفسي التربوي، أخصائي النطق والسمع وأخصائي العلاج الوظيفي، وغيرهم حسب الحالة أو الإحتياج. كما يفترض وجود خطة انتقالية للطالب، من الفصل العادي إلى الفصل الذي يكون فيه أكثر احتياجاً للمساعدة - وفق ترتيب الفصول أعلاه- وتقييم مراحل التحول بدقة، بحيث يكون هناك مبرر ومرونة لنقله من فصل إلى آخر، ويكون هناك وضوح وتعاون مع ولي الأمر في تنفيذها. كما أنه مطلوب لجنة أو إدارة مركزية في كل إدارة تعليم معنية بموضوع تعليم ذوي الصعوبات المتنوعة ومتابعة تنفيذ الخطط ذات العلاقة.