إيمان الدبيّان
موسم الحج، التجمع الأكبر والحشد الأشهر والتعداد الأكثر في زمن قصير ومكان صغير وتنظيم كبير، تبدأ أولى لمساته بالظهور منذ بدء إيقاف طلب تأشيرات العمرة فمغادرة آخر معتمر موجود، ثم منع الدخول إلى مكة المكرمة إلا بتصريح يمنح الداخل الصلاحية بسبب إقامته وسكنه أو مقر عمله.
تبدأ بكة تتهيأ لاستقبال الأعداد المليونية من كل فج عميق، فنراها منذ أول يوم تصل فيه طلائع الحجاج تصافحهم وتحتضنهم، نشاهدهم البياض يكسوهم والجذل يعلوهم، يبادرهم المعنيون منذ دخولهم المسجد الحرام مرحبين مبتهجين وبشغف الخدمة مسرورين، يقابلونهم بماء زمزم الذي لما شُرب له يرويهم، وبالتوجيهات التي للمناسك تهديهم، وببرامج رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام التي بالعلم تثريهم، وبالمبادرات النوعية التي بالمعرفة تغنيهم بكل اللغات التي يتحدثونها وفي جميع مسالك الحرم التي يعبرونها طوافاً وسعياً وصلاة وتزوداً؛ ليكتسبوا تجربة بالهدايات ثرية مفعمة بالوسطية والسماحة الإسلامية.
إن تصريح الحج له أثره اللامع وتأثيره الناجع أمناً وصحة وتقنية وتنظيماً في تنقلات الحاج وإقامته وأداء مناسكه؛ لذا لزم على كل مواطن ومقيم وحاج وزائر الالتزام بالأنظمة والتقيد بالتعليمات التي من أهمها تصريح الحج.
كل مخالف آثم ولعقوبة المخالفة واقع.
إن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة تسخر كافة أجهزتها وخدماتها للحجاج من قبل وصولهم إلى لحظات مغادرتهم، هذه الخدمات التي يحق لنا أن نفخر بها ونستشعرها ونكون عوناً على تطبيق الأنظمة وتحقيق المستهدفات.
موسم الحج وما فيه من تعاليم وأنظمة تعود بالأثر الإيجابي على الحاج، أرى أن شركات الحج والعمرة يقع عليها العاتق الأكبر بتثقيف وتوعية الحجاج القادمين عن طريقها وبواسطتها وهذا ما تقوم به فعلاً تلك الشركات، ولكن يحتاج بعضها إلى تكثيف وتعميق رسائل توعيتها للحاج من قبل وصوله إلى حين رجوعه.
الاستعدادات لكل الأعداد المليونية ومن كل بقاع العالم في مكة المكرمة خلال موسم الحج موجودة وخدماتها لا محدودة أفراداً ومؤسسات أجهزة وأدوات، وأجزم أن كثيراً من الحجاج سيجد من الخدمات التي قد لا يجدها في بلده في منافذ الدخول أو في مقر إقامته أو خلال تنقله أو حين تسوقه أو حال تطببه وفي مأكله ومشربه، وهو في مكانه يحصل على أرقى خدماته محفوفاً بالأمن والأمان وبالرعاية بدقة وإتقان، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة وإشراف من ولي عهده الأمين -حفظهما الله -.. أدام الله علينا رعاية الحجاج والمعتمرين وخدمة الحرمين الشريفين، وتقبل الله من المسلمين حجهم وأعان العاملين في الحج من العسكريين والمدنيين على وطنهم والقيام بواجبهم.