أحمد بن علي آل مطيع
ورقة عمل يقدمها: أحمد بن علي آل مطيع
انتقل إلى رحمة الله الأديب سعد بن عبدالرحمن البواردي بعد رحلة عطاء ورحلة وفاء ورحلة نقاء صال وجال، قال ونال، جمع الثنائيات في حياته، شقراء والرياض المدينتين.. النثر والشعر الصنعتين.. الإشعاع والمعرفة المجلتين.. الفنون والآداب الوظيفتين.. أفكار مضغوطة واستراحة داخل صومعة الفكر الزاويتين.. وملحق ثقافي بمصر ولبنان الدولتين.. هذا هو الحراك الثقافي المتنوع والاطلالة البانورامية المتجددة..
نشأ سعد البواردي شاعراً مرهف الحس.. واضح اللغة.. بسيط التراكيب.. مفعما بالحيوية.. عباراته رشيقة.. وأسلوبه سهل ممتنع.. ورؤيته مركبة.. ونظرته حاصفة.. وجهة الأدب وواجهة الثقافة وتوجه العطاء ووجوه الابداع..هو الوادي المنبسط بين جبلين، والهدى بين علامتين والأيقونة داخل هلالين..
آمن بذاته فسكب مقادير الإعجاب ونال استحقاقات هو أهل لها، ونعم بمكانة أدبية رفيعة وثقافية عالية واجتماعية محببة.. كان ولايزال وسيظل أديبا سعوديا وشاعرا وطنيا ومثقفا شموليا وقاصا متألقا ومشاركا بإبداع ومقدما بحضور.. ومطلعاً بتوسع..
حمل هموم الشعر كثيرا.. وترجم خلجات المجتمع دائما.. وتنفس عبر رئة ثالثة كاتبا.. وأورد قصصاً سارة روائيا.. لم يقترض الهم نسيئة ليقضيه في يوم لم تشرق شمسه..
قصيدته مباشرة.. وقافيته ناعمة.. وبحره إيقاعي.. ووزنه مستقل..
وثقافته متكاملة.. ووعيه مركب.. ومشاركته واسعة.. وتواصله دائم.. وهويته ثابتة.. وفكره مستنير.. وإنتاجه غزير على شاكلة:
(أغنية العودة)
(ذرَّات في الأفق)
(لقَطات ملوَّنة)
(صفارة الإنذار).
(رباعياتي)
(أغنيات لبلادي)
(إبحار ولا بحر)
(قصائد تخاطب الإنسان)
(حلم طفولي)
(فلسفة المجانين)
(أجراس المجتمع)
(ثرثرة الصباح)
نشر قصائده ونقل مقالاته ووزع أفكاره وأذاع قصصه وأرسل أخباره وعمم تجربته في مجلات الفيصل واليمامة والعربية.. وصحف: الجزيرة وعكاظ والشرق الأوسط..
وصفوة القول:
درس الشاعر سعد البواردي بشقراء وعنيزة والطائف، وعمل بالدمام والخبر والأحساء والرياض..
وترك بصمة واضحة وهدفا نبيلا ورؤى واعدة
شاعر وطني وحضاري
كاتب اجتماعي سكرتير مجتمع
رائد صحافي وإعلامي..ومشارك ثقافي متعدد المواهب..
تجد مقاله في الصحيفة وصوته في المذياع وصورته في الشاشة وفكره في القصيدة وطروحاته في الكتاب.. وبوفاته خسر الوطن ابنا بارا ومسؤولا ديناميكيا ومثقفا مخلصا
وهو شاعر حرك المشاعر، وأيقظ الإحساس في كل ناشيء سعودي عبر كتاب المحفوظات..
رحمه الله رحمة واسعة.