عبدالله سعد الغانم
قصيدةُ رثاءٍ في الشيخ الوجيه: ناصر بن محمد هديب العبد الله، أحد منسوبي إمارة الرياض التي قضى فيها سنين طويلة حتى تقاعد.. خادمًا دينه ومليكه ووطنه بإخلاصٍ وتفانٍ، وقد وافاه الأجل يوم الاثنين 30-10-1446هـ رحمه الله، وأسكنه الفردوس أعلى.
تبكي المشاعرُ إذْ يغيبُ الشاكرُ
والحرفُ يشكو إذْ يفارقُ ناصرُ
رحل الوجيهُ أخو المكارمِ والوفا
رجلُ العطاءِ وخيرُهُ هو زاخرُ
رحل المصلي مَنْ تعلَّق قلبُهُ
ببيوتِ ربي وهو فيها الحاضرُ
رحل الذي يدعو العبادَ مُبلِّغًا
حتى يقوموا للصلاة يُبادروا
ألقاهُ في بيت الإلهِ فيحتفي
طَلْقُ المحيا فيه لطفٌ ساحرُ
هو طيِّبٌ متواضعٌ وأُحبُّهُ
في اللهِ إني بالكرامِ أُفاخرُ
رجلٌ حكيمٌ والهدوءُ علامةٌ
لرجاحةٍ في العقلِ وهو الآسرُ
هو واصلٌ للأبعدين محبةً
ومع الأقاربِ في وفاءٍ ظافرُ
يسعى لجمع الشملِ يُصلحُ بينهم
ويُذلِّلُ العقباتِ وهو مصابرُ
فيه السخاءُ عطاؤهُ مُتدفقٌ
هو راحمٌ هو للخواطرِ جابرُ
إنْ جاءهُ المحتاجُ فرَّج همَّهُ
يقضي الحوائجَ وهو فيها الساترُ
وِثق الولاةُ بناصرٍ لمسوا به
صدقًا وحُبَّاً في الوفاءِ مُثابرُ
خدم الرياضَ مع الأميرِ وكيلُهُ
طابت من الرجلِ الأمينِ مخابرُ
هو أهلُ بِرٍّ للفضائلِ صاحبٌ
فيه الإخاءُ وللمريضِ الزائرُ
في قومه عَلَمٌ وفارسُ مُلتقى
ولناصرٍ معهم تطيبُ مآثرُ
نال الثناءَ من الجميعِ وذِكْرُهُ
في الناسِ -من فضلِ الإلهِ- العاطرُ
هذا لعمرُ الحقِ فوزٌ قيِّمٌ
وهو الثوابُ المُرتجى والفاخرُ
فعليه من ربي شآبيبُ الرضا
وعسى تحلُّ على الفقيدِ بشائرُ
فأنرْ له قبرًا إلهي مُؤنسًا
لفقيدنا الوحشاتِ أنت القادرُ
أسكنْهُ في الفردوس أرضِ فقيدنا
بزيادةٍ أنت الرحيمُ الغافرُ
أحسنْ لأهلِ فقيدنا منك العزا
أعظمْ أجورَهمُ ففضلُك غامرُ