رسيني الرسيني
لم تعد السياحة والترفيه للتسلية فقط، ولن أخوض في فوائدهما الكثيرة، فهما بالتأكيد من أهم مقومات جودة الحياة، وإنما سأسلط الضوء على الجانب الاقتصادي فيهما، وكيف لعبا دورًا هامًا للمساهمة في الناتج المحلي وتوفير الوظائف وتحفيز القطاعات الأخرى للنمو والاستدامة. فالمتتبع لعام 2024م يرى بالعين المجردة حجم الفعاليات والعمل الجاد في السياحة والترفيه في كل أنحاء المملكة، الأمر الذي حققت به المملكة أرقامًا قياسية وتاريخية في قطاع السياحة، وذلك باستضافة أكثر من 30 مليون سائح من خارج المملكة في العام الماضي.
هذا العدد الكبير من الزوار لم يكن وليد الصدفة، وإنما نتيجة لعمل متكامل بين الجهات الحكومية ومن أهم الأعمال تسهيل الحصول على التأشيرة السياحية في غضون 5 دقائق فقط. كما أن للمملكة مكانة خاصة بين السياح لتنوع الخيارات بين المدن وأصالة الثقافة والتاريخ البشري فيها. كل هذه الأمور انعكست على أرقام العام الماضي بشكل إيجابي، فقد سجل بند السفر فائضا في ميزان المدفوعات، أي أن ما أنفقه الزوار القادمون للمملكة أعلى مما أنفقه المغادرون من المملكة إلى الخارج، وذلك بفارق يقدر بنحو 49.8 مليار ريال سعودي. وبالنظر إلى السنوات الماضية، فقد تطور إنفاق الزوار القادمين للمملكة بشكل لافت، إذ أُنفق في عام 2016م مبلغ يقدر بحوالي 41 مليار ريال سعودي، بينما في العام الماضي أنفق الزوار ما يزيد على 153 مليار ريال سعودي، مما يعكس التطور الملحوظ في صناعة السياحة والترفيه في المملكة.
ومن المتصور أن يستمر الارتفاع في الإنفاق في السنوات القادمة مدعومًا بمستهدفات رؤية 2030 التي تستهدف بلوغ عدد السياح القادمين من الخارج إلى 70 مليون سائح بحلول عام 2030م.
أما عن مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي، فقد بلغت نحو 5% بنهاية العام الماضي، والمستهدف بلوغها إلى 10% بحلول عام 2030م. كما وصلت قيمة الاستثمارات في السياحة إلى ما يزيد على 14.8 مليار ريال في نهاية الربع الثالث من عام 2024م مقارنة بمبلغ 1.18 مليار في عام 2021م. مما انعكس على إجمالي عدد العاملين في الأنشطة السياحة، حيث ارتفع عدد العاملين من 683 ألف موظف في عام 2020م إلى ما يزيد على 966 ألف موظف في عام 2024م.
حسنًا، ثم ماذا؟
القيمة المضافة للسياحة والترفيه ليست فقط لقطاع السياحة، وإنما للقطاعات الأخرى أيضًا. فقد بلغ حجم المبيعات العقارية والسكنية في مشروع الدرعية ما يزيد على 10 مليارات ريال في عام 2024م.