عبدالرحمن بن محمد السلمان
تلقيت هدية قيمة من سعادة الشيخ إبراهيم بن عبدالمحسن بن محمد السلطان وهو «كتابه الموسم سيرة ومسيرة» الصادر عام 1446 هـ في 309 صفحة من الحجم المتوسط ويقع في تسعة فصول، وقد لخص محتوى كتابه بقوله: (يمكن أن أقدم إضافة مختلفة لطبيعة السير الذاتية بكل ما تحمله من ملامح الأماكن والأزمنة والشخوص لأنني سأرويها برؤية رجل الإدارة ورجل الأعمال الذي يستند إلى لغةٍ الوقائع والأحداث ولا يستند إلى لغةٍ الأدب التي تجنح أحياناً إلى المجاز والخيال).
والكتاب في فصوله المتعددة يحكي تجربة مثيرة لرجل عصامي بدأ من الصفر حتى وصل إلى وكيل وزارة من أهم الوزارات في حقبة مهمة من حقبات مملكتنا الغالية وهي حقبة التنمية والتطوير، وهي وزارة المواصلات سابقاً النقل حالياً ثم كوّن شركة تجارية يشار لها بالبنان، وأردف: هذا بمؤسسة خيرية لها باع طويل في العمل الاجتماعي والخيري.
ولد إبراهيم السلطان الذي يكنى بأبي عبدالله عام 1358هـ/ 1939م في مدينة تمير في إقليم سدير التابعة لمحافظة المجمعة بمنطقة الرياض ودرس فيها حتى الصف الرابع ابتدائي ثم رحل إلى الرياض لمواصلة تعليمه والتحاق بعد ذلك بوظيفة في وزارة المواصلات في 5/ 7/ 1382هـ إلى 1/ 7/ 1423هـ كانت حافلة بالعطاء والعمل الدؤوب، ومن أهم فصول الكتاب الفصل السابع الذي يحكي عن إنسانية الشيخ وحبه للخير والعمل على ما ينفع الناس فبادر إلى إنشاء مؤسسة إبراهيم السلطان الخيرية ولها مساهمات بمئات الملايين في أوجه الخير المختلفة.
إن هذا الكتاب سيرة ومسيرة ممتع جداً ومهم للجميع للتعرف على وجه اجتماعي جمع العمل الإداري وأتبعه بالعمل التجاري واختتمه بالعمل الخيري وما زال يعطي في هذا المجال، ويبذل من ماله وجهده ووقته حتى ملأت أعماله السمع والبصر، وقد أجمع الناس على محبته وتقديره وما تمثله جائزته العلمية التي بلغت عامها الثلاثين هذا العام من رعاية المسؤولين الكبار بالدولة لحفلها السنوي، وحضور وجوه المجتمع ورجالاته الكثر لهذا الحفل إلا تقديراً واعتزازاً ومحبة لرجل دولة عمل ويعمل بتفاني وصمت ليسعد من حوله. ويروى للأجيال أن المال إذا وجد في أيدي الكرماء يكون خيراً وسعادة للمجتمعات حقاً، وجدت ورغم قربي من شيخنا الفاضل ومعرفتي بعطاءته في أوجه الخير إلا أنني وجدت في هذا الكتاب ما يشدني ويزيد تقديري واحترامي للرعيل الأول من الرجال الذين عملوا بإخلاص وتفاني ولم يبخلوا على مجتمعاتهم وأهلهم بما أفاء الله عليهم من الخير وكرّسوا خبراتهم وعصارة جهدهم في خدمة مجتمعاتهم، الشكر لشيخنا السلطان على هذه السيرة العطرة، وعلى خدماته لدولته أثناء عمله وعلى عطائه لمجتمعه.