سهم بن ضاوي الدعجاني
تابعت منصة «ما بعد الاستعداد للمستقبل» المنصة الرئيسة لمؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025، فلاحظت أن محاور المؤتمر في نسخته الأولى كانت محصورة في ثلاثة محاور: تنمية القدرات، تكامل الجهود الدولية، تعزيز الجاهزية، بينما في النسخة الحالية أصبحت المحاور أكثر تركيزا على المستقبل المبني على القدرات البشرية في عصر الرقمنة، فشملت عدة محاور منها: تسخير أحدث الوسائل لخلق بيئة تعليمية محفزة للإبداع والابتكار، وبناء مجتمعات مترابطة يشعر فيها كل فرد بالانتماء والمسؤولية تجاه الآخرين لضمان نمو المجتمع، وتمكين الأفراد والمجتمعات لبناء مستقبل أفضل من خلال صناعة حلول مستدامة وأثر ملموس، لذا وصف وزير التعليم رئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج تنمية القدرات البشرية النسخة الثانية من هذا المؤتمر بأنها امتداد للنجاحات السابقة في النسخة الأولى، والتي جاءت لتأكيد دور المملكة الريادي للمشاركة في صناعة الحوار العالمي حول مستقبل تنمية القدرات البشرية، وعندما تحدث في جلسة الافتتاح ركز من خلال موقعه في مشهدنا التعليمي على الأساسيات ومنها: العناصر المطلوب تحقيقها في بناء المركز الوطني للمناهج من خلال المعارف والمهارات والقيم، وتطوير مؤسسات العناية بالمعلمين ومدى جاهزية المعلم لتقديم أفضل الأداء، ومنظومة المدرسة وكيف ستكون عليه في 2030، ونموذج قياس الأداء المتناغم مع هذه الطموحات. جلسات المؤتمر وكلمات الوزراء المعنيين وإشارات الخبراء رسمت «معالم» برنامج القدرات البشرية «في عهده الجديد، الذي يؤكد بكل لغات وتجارب العالم أن رأس المال البشري هو قائد الثروات وصانع الإنتاج وأحد المصادر الطبيعية في حياتنا المعاصرة،كما اتفقوا على أن الأتمتة و الذكاء الاصطناعي أخذا مهام عدة، وأن التعليم المبني على الروتين لم يعد يكفي لتقدم الشعوب، لأن كل وظيفة الآن تتطلب ممارسات رقمية، خاصة وأن أصحاب العمل باتوا الآن لا يوظفون أصحاب الشهادات فقط، بل يبحثون عن القدرات والمهارات، لذا أصبح «تمهير الشباب» هو حجر الزاوية، من خلال تنمية التعليم الفني والتقني، والمناهج التي سيعاد تشكيلها عن طريق البيانات الفعلية للسوق والعلاقة مع أصحاب العمل.
مؤتمر مبادرة القدرات البشرية يعتبر المنصة العالمية الأولى من نوعها الهادفة إلى توحيد الجهود الدولية وإثراء الحوار العالمي بما يُسهم في رسم مستقبل الإنسان على الأرض عبر تسخير إمكاناتنا لتنمية قدراتنا وترسيخ قيمنا لتعزيز نمائنا وتكريس جهودنا لتعظيم أثرنا، تلك المنصة جاءت لتؤكد للعالم أجمع بكل اللغات أن رأس المال البشري هو من يرسم صناعة «الفرق» في المجتمعات البشرية، ومسيرتها الحضارية على جناح «الرقمنة» التي باتت تسابق الزمن لتشكل مصير الأجيال الحاضرة والقادمة لتمنح من تشاء استحقاق البقاء والبناء أو تدفعه دفعا إلى مغادرة الحياة غير مأسوف عليه، لعدم مواكبته للمتغيرات المتسارعة في العالم صباح مساء.
السؤال الحلم
من سيد صناعة «القدرات البشرية»؟ ومن يملك القدرة الفائقة على تشكيل تلك القدرات زماناً ومكاناً؟ إنه «المعلّم» ومصنعه «حجرة الصف» وفضاء مدرسة المستقبل، فتحية كبيرة للمعلمين والمعلمات فهم صنّاع القدرات البشرية، بل «صناع الحياة»، وهم من يملك في النظام التعليمي امتياز تشكيل «القدرات البشرية» بل اكتشافها وتوجيهها نحو بناء الوطن، فهم من يستحقون العناية والتطوير المستدام، لأنهم طريقنا الأزلي نحو تنمية القدرات البشرية.