محمد الخيبري
لم يكن موسم 2022 عادياً على عشاق جماهير الأهلي عندما ودع دوري الكبار للمحترفين ليهبط لدوري يلو للدرجة الأولى بعد المباراة الحزينة التي خاضها أمام فريق الشباب ليكتب التاريخ أن ملعب استاد الامير فيصل بن فهد (الملز) كان بمثابة المحكمة التي قضت بهبوط أحد أعرق الاندية السعودية الجماهيرية الى دوري الدرجة الأولى بشكل حزين.
عانت الجماهير الأهلاوية الأمرين طوال موسم الهبوط ولم يعد الحراك الأهلاوي الرياضي الجماهيري والاعلامي بتلك الجودة والفاعلية طوال ذلك الموسم. حتى بات الحزن يخيم على معقل تلك القلعة التي هدمت، كما جاء على لسان المعلق المتميز وصاحب الصوت المؤثر الأستاذ مشاري القرني الذي صدح بتلك العبارة بعد اطلاق صافرة الحكم معلناً نهاية المباراة بالنتيجة التي تؤكد هبوط الأهلي رسمياً لدوري يلو.
لم يكن حجم وقع هبوط الأهلي يُحتمل ولم يكن بتلك السهولة بل كان بالغ الصعوبة والمرارة التي عانت منها تلك الجماهير موسما حزينا بكل ما تعنيه الكلمة.
وعلى النقيض من ذلك وبعد مرور موسم من الحزن عاد الأهلي لدوري روشن السعودي للمحترفين بطلاً لدوري يلو للدرجة الأولى للمحترفين متسلحاً بتغييرات واسعة على الخارطة الفنية والادارية، بل إن هذه العودة كانت لتغيير المفاهيم الرياضية على صعيد النادي والجمهور والاعلام.
الأهلي بعد صعوده لدوري الكبار مر بمنعطفات ومتغيرات كان الوضع الإيجابي هو المتسيد للمشهد على الرغم من بعض الهفوات التي لم تؤثر على المسيرة، كالخروج من كأس الملك على يد فريق مغمور ولا يقارن بالأهلي على جميع الأصعدة.
الصبر الأهلاوي مع دعم الجماهير المتواصل جعل من ذلك الهبوط هبوطاً إلى القمة ليبتسم موسم 2025 لهذا النادي الكبير والذي تسيد القارة الأكبر بالعالم بعد تحقيقه كأس دوري أبطال آسيا للنخبة بكل جدارة واستحقاق.
وكانت البطولة الآسيوية بمثابة المصالحة النموذجية للجماهير الأهلاوية الني عانت الأمرين خلال المواسم السابقة خصوصاً موسم الهبوط ليقدم لها ناديها ممثلاً بالفريق الأول الهدية الأضخم في تاريخ النادي.
وخلال الأفراح الأهلاوية والاحتفالات الجماهيرية والتي تزينت بها مدينة جدة بعد نهاية المباراة النهائية التي توج بها الأهلي على عرش قارة آسيا ظهر بعض الأشخاص المحسوبين على الأهلي والذين يمثلون أنفسهم في حركات ولقطات مسيئة ولا تليق بجمهور الأهلي الملقب بـ(الراقي).
تلك اللقطات غير المسؤولة والتي تم تداولها بشكل واسع بمواقع التواصل الاجتماعي هي بمثابة الهبوط من القمة للسقوط للقاع حتماً، هي لقطات خارجة عن الروح الرياضية والغرض منها استفزاز الجماهير الأخرى. وكان من المفترض على الادارة الأهلاوية اتخاذ إجراء مضاد لتلك اللقطات المسيئة والتي لاتخدم المنافسة والعلاقات بين الأندية والتي تزيد من الاحتقان والتعصب. وكان من المتوقع أن تخرج الإدارة الأهلاوية ببيان رسمي يستنكر تلك التصرفات الهوجاء من البعض وذلك للمحافظة على السلوك الجماهيري العام والمحافظة على العلاقة الوطيدة مع الأندية، ويفترض أيضاً من الاعلام الأهلاوي أن يحذو حذو بعض الجماهير الأهلاوية الراقية والتي عبرت عن استنكارها لتلك اللقطات التي لاتليق بمن يمثل الجماهير الراقية.
قشعريرة
يخوض الهلال أول لقاءاته بالدوري بقيادة المدير الفني محمد الشلهوب بعد إنهاء العلاقة التعاقدية مع جورجي جيسوس بعد المستويات الهزيلة التي ظهر بها الفريق الهلال وبعد مطالبات جماهيرية اعلامية واسعة وضغوط كبيرة على الادارة الهلالية برحيل جيسوس الذي وصف بعناده ومكابرته والتي كلفت الفريق الهلالي الخروج المر من معظم منافسات الموسم. وقد تكون مباراة الفريق الهلالي من أمام فريق الرائد متذيل الترتيب العام سلاحا ذا حدين كونها تعد من المباريات السهلة والصعبة بنفس الوقت.
وينتظر هلال الشلهوب تحديا كبيرا في هذه المباراة، حيث يتطلع جمهور الهلال بالعودة القوية للفريق للمنافسة من جديد على لقب الدوري أو على الأقل ضمان المقعد الآسيوي من خلال سلم الترتيب.
الكابتن محمد الشلهوب والذي يحظى بمحبة وتعاطف الجميع حتى من خارج الوسط الهلالي نال دعم جميع الهلاليين ولن أبالغ إن قلت إن الدعم جاء من غير الهلاليين نظراً لتاريخ الشلهوب الكبير وأخلاقه العالية وتواضعه مع الجميع.
مباراة الهلال من أمام الرائد قابلة لكل الاحتمالات نظراً لوضع الفريقين الفني والإداري ونظرأ لظروف الدوري من الايقافات والاصابات، وموقع الفريق في سلم الترتيب واختلاف الطموح والرغبة بين الفريقين في محاولة البقاء والهروب من الهبوط وفي مواصلة المنافسة على لقب الدوري والمراكز المتقدمة.