خالد محمد الدوس
ولد عالم الاجتماع والانثروبولوجيا البروفيسور أبو بكر أحمد باقادر في الخمسينيات الميلادية من القرن الفائت في منطقة مكة المكرمة مهبط الوحي ومنطلق رسالة الإسلام، وحصل على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة الظهران (الملك فهد للبترول والمعادن حاليا) عام 1972 ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية موصلا طموحه العلمي العالي وحصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة ويسكونسن- ماديسون عام 1979م وبعد عودته للمملكة العربية السعودية عمل أستاذا مساعدا في قسم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، واستمر في هذا الصرح الاكاديمي إلى أن نال الاستاذية وترأس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في مرحلة هامة من مراحل البناء، وكان رقما صعبا في تطوير القسم في بداياته التأسيسية (بحثا وتعليما وتطبيقا وبرامج)، وبعد سنوات طويلة من العمل الاكاديمي كلف بالعمل وكيلا لوزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية الدولية عام 2006 كما عمل في منصب مدير عام الشئون الثقافية والاجتماعية وشئون الأسرة، وكلف أيضا بإدارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي، كما عمل مستشاراً في وزارة الحج.
ساهم عمله الأكاديمي في جامعة المؤسس العريقة في تأليف العديد من الكتب وأبرزها: كتاب الإسلام والانثروبولوجيا، وكتاب آفاق علم الاجتماع المعاصر, وكتاب مبادئ أساسية للحفاظ على البيئة في الإسلام.
وكتاب الانثروبولوجيا: حقل علمي واحد وأربع مدارس, وكتاب الأقليات: رؤى إسلامية. وكتاب جدة أم الرخا والشدة: تحولات الحياة الأسرية بين فترتين. وهو المشروع الثقافي العلمي العملاق الذي اشترك في تأليفه مع عالمة الاجتماع السعودية د ثريا التركي، كما ساهم في ترجمة العديد من المؤلفات والمنشورات العلمية وأبرزها كتاب التحضر في الشرق الأوسط: تأليف: كوستيلو وفرانسيس فنست عام 1983، كتاب قراءات في علم اجتماع الأدب: تأليف جون هول، وكتاب البنية الاجتماعية للواقع: دراسة في علم اجتماع المعرفة تأليف: بيتر بيرغر وتوماس لوكمان عام 2000، وكتاب علم الاجتماع والإسلام: دراسة نقدية لفكر ماكس فيبر: تأليف براين تيرنر2013، وكتاب الاستعمار: مراجعة نظرية عامة تأليف يورغن اوسترهامل عام1999 وكتاب مدينة ما قبل الصناعة : تأليف ج. جويبرغ عام1990. وغيرها من الترجمات التي أثرت الحركة العلمية الاجتماعية والثقافية والانثروبولوجية.
كما اختير عضوا في المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، وعضو الجمعية الامريكية لعلم الاجتماع وعضو في الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، وعضوية في العديد من الجمعيات العربية والعالمية، وهو زميل مدى الحياة بجامعة كمبردج البريطانية وأستاذ زائر في عدد من الجامعات الأمريكية والعربية وشغل منصب نائب المجلس العربي للعلوم الاجتماعية وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات في داخل وخارج المملكة العربية السعودية, كما أشرف على العديد من الرسائل العلمية (ماجستير ودكتوراه) وناقش بعضها خارج جامعة الملك عبد العزيز كانت اهتماماته العلمية والبحثية تركز على دراسات التحضر والبيئة والتنمية والثقافة والتنشئة الاجتماعية والمشكلات الاجتماعية وقضايا الفقر وعلم اجتماع الأدب واللغة والأسرة وغيرها من الاهتمامات سواء في ابو العلوم الاجتماعية (علم الاجتماع) أو الانثروبولوجيا.
ويعد عالم الاجتماع والانثروبولوجيا البروفيسور أبو بكر باقادر واحدا من الرواد الأفذاذ المتميزين على مستوى الوطن العربي في ميدان علم الاجتماع، وواحدا من الذين أثروا المكتبتين العربية والأجنبية بالمؤلفات الثرية والترجمات الرصينة، والأكيد أن من يغوص في سيرة هذا العالم فسيجده إنسانا بارعا ومتوهجا ومفكرا ومنتجا لخدمة هذا الوطن الغالي وما زالت هذه المؤلفات والترجمات تشكل مرجعا ثريا للدارسين والباحثين والمتخصصين.