رقية سليمان الهويريني
يُعد موسم الحج أحد أعظم المناسبات الدينية التي يشهدها العالم سنويًا، حيث يجتمع ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم على صعيدٍ واحد، في مشهد فريد يجسّد وحدة المسلمين وتنوعهم الثقافي والحضاري. لكنّ هذا الحدث الجليل لا يقتصر على أبعاده الدينية فحسب، بل يحمل في طيّاته رسالة إعلامية عالمية يمكن استثمارها لتقديم صورة مشرقة عن الإسلام وقيمه، وإبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن.
لقد سخّرت القيادة الرشيدة كل الإمكانات لتوفير تغطيات إعلامية شاملة لموسم الحج، تشمل البث التلفزيوني المباشر من المشاعر المقدسة، والأنشطة المصاحبة، واللقاءات مع الحجاج، مما يعكس حجم العناية والرعاية التي يحظى بها هذا الركن العظيم.
كما تُعد وسائل التواصل الاجتماعي أداة فعّالة في نقل الحدث إلى العالم، من خلال محتوى مرئي ومقروء يسلّط الضوء على التنظيم المتميّز، والخدمات المتقدمة، والأخلاق الإسلامية التي يتجسد بها الحجاج، مثل التسامح، والتعاون، والرحمة، والانضباط.
ومن الجوانب الإعلامية المهمة أيضًا، التعاون مع وسائل الإعلام العالمية، عبر تزويدها بمعلومات دقيقة، وتسهيل مهام الصحفيين من خلال مراكز إعلامية مجهزة، مما يعزز الموضوعية والمهنية في تغطية الحدث.
وتُبرز الخدمات المقدّمة للحجاج صورة مشرّفة للمملكة، بدءًا من الإسكان والنقل والرعاية الصحية، وصولًا إلى تقنيات الاتصالات المتطورة. كما أن التحسينات المستمرة في البنية التحتية كالمطارات الحديثة، والطرق السريعة، والخدمات الطبية المتقدمة تعكس مدى الجهد المبذول لضمان راحة الحجاج وسلامتهم.
ولا يمكن إغفال أهمية تعزيز السياحة الدينية، من خلال توفير برامج تثقيفية متكاملة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، تشمل الإرشاد السياحي، والترجمة، وتقديم تجربة ثقافية وروحية متكاملة لضيوف الرحمن.
إنّ موسم الحج ليس فقط شعيرة دينية، بل منبر حضاري عالمي، يحمل في طيّاته فرصة ذهبية لنقل صورة الإسلام الحقيقية، وإبراز مكانة المملكة كقائدة في خدمة الحرمين الشريفين.
نسأل الله أن يتمم للحجاج نُسكهم، ويجزي قيادتنا خير الجزاء على ما تبذله من جهود عظيمة في سبيل راحة ضيوف الرحمن.