د.عبدالعزيز بن سعود العمر
عنوان هذه المقالة هو قريب من عنوان لكتاب فرغت مؤخراً من إعداد مسودته.
معلوم أن التعلم (Learning) والتعليم (Teaching) يشكلان معا جوهر أي نظام تعليمي على الأرض، ومن الطبيعي أن تجد اليوم كل النظم التعليمية تسخر كل إمكاناتها ومواردها من أجل تحسين عمليتي التعلم والتعليم، وبديهيا أن جودة التعليم (كما يؤديه المعلم) يقود بالضرورة إلى جودة (التعلم)، وهو ما يكتسبه الطالب من معرفه ومهارات وسلوك، والعكس صحيح، أي أن تدني وتواضع ما يؤديه المعلم من تعليم (تدريس) يقود بداهة إلى تدني ما يحققه الطالب من تعلم. إن هذا الترابط بين جودة التعليم وجودة التعلم مؤكد بحثياً، لقد تناولت في كتابي المذكور إعلاه مستوى جودة وتميز ما يقدمه معلمونا من تعليم (تدريس) في مدارسنا، مستعينا في ذلك بخبرتي في الإشراف على العديد من الرسائل العلمية الجامعية، كما قمت أيضا بالاطلاع على نتائج طلابنا في المسابقات الوطنية والدولية، وحاولت الربط بين كل ذلك لأخرج بتصور عام عن واقع التعلم والتعليم في مدارسنا، بعد ذلك قدمت وجهة نظر تجيب على السؤال التالي: كيف يمكن نقل واقع التعلم والتعليم في مدارسنا إلى مستوى التميز (Excellence)، وهو المستوى الذي نتطلع إليه، خصوصا في ظل متطلبات وتصورات رؤية 2030 التي يقودها ويتابع مخرجاتها سمو ولي العهد الملهم الأمير محمد بن سلمان.
وأختم هنا بالإشارة إلى ما توصلت إليه في أحد بحوثي بشأن جودة ما يقدمه معلمونا من تدريس في إحدى مدارسنا الثانوية (في مادة الفيزياء) مستخدما مقياساً عالمياً موثق يحدد جودة مستوى ما يقدمه معلمونا من تدريس، للأسف أوضحت نتيجة هذا البحث أن معلمينا في تلك المدرسة كانوا يقدمون لطلابهم تدريساً متواضعاً، وذا جودة دون مستوى الطموح.