صيغة الشمري

رؤية تتحقق في وقت قياسي، فكل المؤشرات تقول إن مستهدفات رؤية السعودية 2030 تسابق الزمن نحو مستقبل أكثر إشراقاً لبناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح. فهذه العناصر الثلاثة تجد أرضا خصبة تستوعب كافة الخطط الموضوعة لتكون المملكة في مقدمة دول العالم، بدليل أن 93 % من مؤشرات وبرامج الرؤية حققت أو قاربت من تحقيق مستهدفاتها في عام 2024، بفضل الله ثم بتوجيهات قيادتنا الرشيدة -أيدها الله- التي تحرص على ترجمة مكامن قوة المملكة على أرض الواقع.

والمتابع للتنمية في بلادنا يدرك تماماً أنها تشهد تحولاً نوعياً على كافة الأصعدة، معتمدة على ما تتمتع به من ثروات بشرية وطبيعية، وقدرات استثمارية، وقوة اقتصادية، وموقع استراتيجي، لترسم رؤية 2030 مساراً يُعزز التكامل بين الثقافة والابتكار، فضلاً عن مواكبة المستجدات العالمية، ومما يساعد على ذلك أن مراحل الرؤية الثلاث صُممت لتخدم بعضها، ففي الأولى أرسيت أسس التحول من خلال إصلاحات هيكلية واقتصادية ومالية واجتماعية شاملة، وفي الثانية تم العمل على دفع عجلة الإنجاز وتعظيم الفائدة، بينما تركز المرحلة الثالثة وفقاً لحديث سمو ولي العهد -حفظه الله- على تعزيز استدامة التحول واستثمار فرص النمو الجديدة.

وفيما مضى من تسع سنوات، بدا واضحاً حجم الإنجاز في مختلف القطاعات، حيث أظهرت إحصائيات «التقرير السنوي للرؤية»، أن نسبة المبادرات المكتملة والتي تسير على المسار الصحيح بلغت 85 %، بواقع 674 مبادرة مكتملة، و596 في المسار الصحيح من أصل إجمالي 1502 مبادرة نشطة، كما حقق عدد من المؤشرات مستهدفات عام 2030 مبكراً، من أبرزها تجاوز عدد السياح حاجز 100 مليون زائر، وتسجيل 8 مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وارتفاع عدد المتطوعين إلى 1.2 مليون، متخطين مستهدف عام 2030 البالغ مليون متطوع، كما بلغت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل 33.5 %، متجاوزة مستهدف 2030 البالغ 30 %.

ومن الإيجابيات تسجيل المملكة انخفاضاً تاريخياً في معدل البطالة محققة مستهدف الرؤية البالغ 7 %، مع الحصول على المرتبة السابعة في مؤشر المشاركة الإلكترونية متخطية مستهدفها لعام 2030 بالوصول إلى المراتب العشرة الأولى، فضلاً عن الوصول إلى المرتبة السادسة عالمياً في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية مقارنة بخط الأساس، مقتربة من مستهدف عام 2030 المتمثل في الوصول للخمس المراتب الأولى، فيما تجاوز عدد المقار الإقليمية للشركات العالمية في المملكة مستهدفه لعام 2030 بوصوله إلى أكثر من 571 شركة.

ليس هذا وحسب، إنما سجلت المملكة أعلى رقم تاريخي بوصول أعداد المعتمرين إلى 16.92 مليون معتمر، متخطية بذلك مستهدف العام البالغ 11.3 مليون معتمر، وبلغت نسبة تملك الأسر السعودية للمساكن 65.4 %، مقارنة بـ47 % في عام 2016، ومتجاوزة مستهدف عام 2025، ووصلت تغطية خدمات الرعاية الصحية إلى 96.4 % من التجمعات السكانية، مقتربة من مستهدف عام 2030 البالغ 99.5 %.

هذه فقط نماذج مضيئة مما تحقق بخصوص مستهدفات رؤية 2030، ونتوقع المزيد من الإنجازات في المرحلة الثالثة للرؤية والتي تنطلق في 2026 نحو مضاعفة العمل للوصول إلى المبتغى، نفخر بثروتنا الحقيقية التي هي قيادة رشيدة وشعب عظيم.