عبد العزيز الهدلق
عندما يكون نادي الهلال مملوكاً لصندوق الاستثمارات العامة، فإن الصندوق يكون مسؤولاً بشكل مباشر عن النادي، وعن فريقه الكروي، وعن احتياجاته، وعن تحقيقه أهدافه، ومسؤولاً عن مساره سواء في اتجاهه الصاعد، أو اتجاهه العكسي الهابط. وعندما يكون الفريق الكروي الهلالي مقبلاً على مشاركة عالمية فإن من يستحوذ على (75 %) من ملكية النادي تقع عليه المسؤولية الأكبر في تحضير وتجهيز الفريق لهذه المشاركة، وخصوصاً أن رفع مستوى الحضور والتمثيل السعودي في المحافل العالمية يعتبر أحد أهم مستهدفات رؤية المملكة 2030 في القطاع الرياضي.
ومن هنا فإن مسؤولية صندوق الاستثمارات العامة كبيرة في هذا الجانب، ممثلة في الأعضاء الكرام المعينين من قبل الصندوق في مجلس إدارة الشركة الربحية بنادي الهلال.
وبعد التنظيمات الجديدة التي تلت استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على النادي لم يعد للمؤسسة غير الربحية لنادي الهلال سوى (25 %) من الملكية، وهي نفس النسبة من القدرة التصويتية في مجلس الإدارة. وبالتالي فتوجيه الحديث لممثلي المؤسسة غير الربحية عن أسباب تعثر الفريق، وتعثر صفقاته، وأسباب ضعف استعداده لبطولة أندية العالم ليس صائباً. فالتساؤل ينبغي أن يوجه لمن يملك (75 %) من القوة التصويتية في اتخاذ القرارات بمجلس الإدارة، ورسم السياسات. وهو صندوق الاستثمارات العامة، ممثلاً في الأعضاء الكرام المعينين من قبله في مجلس إدارة شركة الهلال.
فالسادة الأفاضل الكرام أعضاء مجلس إدارة شركة نادي الهلال عبدالمجيد الحقباني، عبدالله العبد الجبار، ياسر الداود، فهد أبو حيمد، فهد الحقباني. والمعينين من قبل صندوق الاستثمارات العامة في مجلس الإدارة، تعلمون جيداً أن تاريخ النادي الذي تشاركون في قيادته عظيم، ومنجزاته عظيمة، وتعلمون أنه بسط هيمنته على كرة القدم في القارة، وأنه أكثر ناد حقق بطولات آسيا. كما يعلم جمهور الهلال أنكم كفاءات وتشكلون إضافة كبيرة لنادي الهلال، ويتطلع جمهور كبير آسيا أن يكون انضمامكم لعضوية مجلس إدارة النادي داعماً ومحققاً لمزيد من منجزات النادي ومعلياً لبنائه الشامخ. ومن حسن حظكم أنكم أعضاء مجلس إدارة نادي لا يعاني من انكسارات ولا عثرات، ولا تكبله الديون ولا تلاحقه مطالبات ولا شكاوى في الداخل والخارج، بل إن موارده تحقق له فوائض وأرباحاً. كما أن عملياته الإدارية والتشغيلية والمالية والاستثماريّة تسير وفق نظم متكاملة من الأداء المنضبط بحوكمة دقيقة.
ومن المؤكد أن ما حدث هذا الموسم للفريق الكروي قد أزعجكم مثلما أزعج كل هلالي، وحيث إنكم تمثِّلون الطرف المالك والمستحوذ وهو صندوق الاستثمارات العامة فإن الأمل بكم كبير أن يكون لكم مبادرات تقيل عثرة الفريق، وتنهض به، وتعيده للواجهة من جديد. وتعرفون أن الفريق مقبل على استحقاق عالمي قريب، يمثِّل فيه الكرة السعودية، وحتى الآن لا يبدو في الأفق أي عمل يستشف منه محب النادي أن الفريق سيدخل البطولة العالمية وهو جاهز ومستعد لها، فهو بلا مدرب، وينقصه الكثير من العناصر الأجنبية المهمة. وقد شاهد كل متابع رياضي كيف استقطبت الأندية المنافسة العناصر الأجنبية التي دعمت صفوفها، وارتقت بأدائها، في حين بقي الهلال على عناصره التي حضرت الموسم الماضي، بل إن اللاعب المصنف من فئة (A) والذي جاء للهلال كان مصاباً ومعطوباً، في حين تمتعت الأندية الأخرى بلاعبين على مستوى عالٍ من الكفاءة الفنية. وزاد عليه استمرار عملية الاستقطاب لهذه الأندية في الموسم التالي! وبقي الهلال في موقف المتفرج. مما تسبب له في عثرات خلال الدوري والكأس والبطولة الآسيوية والتي خرج منها خالي الوفاض.
وإن تساءلتم: لماذا أخصكم أنتم بالحديث في هذا المقام وأتوجه إليكم، فذلك لأنكم تمثِّلون الجهة المالكة للنادي وهي المالكة أيضاً للأندية الأخرى المنافسة التي تمتعت بالاستقطابات التي تريدها وتتطلع إليها، في حين لم يكن للهلال أي حظ ولا نصيب منها.
إن جماهير الهلال قاطبة توجهت للأستاذ فهد بن نافل باللوم والنقد الشديد بعد عثرات الموسم، وكان واضحاً أن هناك عقبات لا يستطيع تجاوزها، منعته من العمل، فتأمل الجماهير الهلالية منكم مساندة الرئيس ودعمه كونكم فريق عمل واحداً.
فالمشجع الهلالي يرى فيكم ما لا يراه في أي عضو آخر لأنكم تمثِّلون طرف المالك. وينظر إليكم على أنكم تملكون قوة دعم أكبر من غيركم، كما أن الجماهير ترى وهي مغبونة الأندية المنافسة تسجل وتدعم صفوفها باستمرار، فيما الهلال رغم احتياجه يعجز عن التسجيل.
وترى أن اختيارات الهلال في الصيف ترفض لتذهب في الشتاء لأندية منافسة! فكيف تحظى تلك الأندية بأفضلية الدعم والتسجيل فيما يحرم الهلال من ذلك؟! ففي الموسم الماضي وكان أول موسم لبرنامج الاستقطاب دعمت جميع الأندية الأربعة بخمسة لاعبين أجانب، ومع قرب بدء الموسم الحالي وخلال فترة الانتقالات الصيفية استبعد نادي الاتحاد لاعبين من برنامج الدعم (جوتا وفيليبي) وخمسة أجانب آخرين، وأحضر سبعة أجانب جدد! مع جهاز فني جديد! وهو النادي الذي يعاني من ديون وعجز مالي كبير! وأمام هذه التسهيلات التعاقدية التي تمتع بها الاتحاد، كان الهلال يعاني ويحتاج لدعمه بعناصر أجنبية جديدة، ولكن ذلك لم يحدث، بل حدث العكس بإضعاف الهلال من خلال انتزاع سعود عبدالحميد وإخراجه للاحتراف الخارجي الذي تبيَّن أنه احتراف للجلوس على الدكة!
الخلاصة أيها الأعضاء الكرام أن الهلال يحتاج إلى جهودكم ودعمكم ودوركم في تحقيق مساواته بأشقائه الأندية الأخرى التي تقع تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة.
زوايا
** لو حصل الهلال على دعم كغيره من الأندية المنافسة وأحضر مدرباً عالمياً، ولاعبين أجانب مميزين قبل مونديال أندية العالم، ماذا يمكن أن يضيفوا للهلال في مثل هذه الفترة القصيرة؟! وهل سيكون لهم أثر فني إيجابي على الفريق في البطولة؟! لقد تأخر إعداد الفريق للبطولة العالمية كثيراً كثيراً.
** أتمنى أن تتخطى جماهير الهلال ذهنياً بطولة كأس العالم للأندية من الآن وقبل أن تبدأ وأن لا تتحمَّس لها، ففريقهم سيذهب لتسجيل مشاركة فقط لا أكثر. فالتجهيز والإعداد كان يجب أن يحدث منذ فترة الانتقالات الشتوية الماضية وليس قبل البطولة بعشرة أيام! جلب مدرب وضم لاعبين جدد قبل البطولة بأيام هذا يحدث عند الاستعداد للمشاركة في مهرجان أو مباراة اعتزال!
** إلغاء عقد خيسوس تأخر ثلاثة أشهر، لذلك طبيعي أن يخرج الهلال من كل البطولات (صفراً) ويقع حالياً في ورطة كبرى أمام ضيق الوقت قبل كأس العالم للأندية. القرار إذا لم يصدر في الوقت المناسب تكون أضراره أكبر من منافعه.
** ما يتردد من أنباء عن قرب ذهاب مصعب الجوير للاحتراف الخارجي يطرح سؤلاً لا يمكن الإجابة عليه: لماذا استهداف لاعبي الهلال بالاحتراف الخارجي دون غيرهم؟! أين أيمن يحيى من النصر، وفراس البريكان وعيد المولد وزياد الجهني من الأهلي، وجهاد ذكرى ومحمد أبو الشامات من القادسية؟! أسماء كثيرة موهوبة وصغيرة في السن يتم تجاهلها مع التركيز على لاعبي الهلال!
** ابتعاث مزيد من اللاعبين السعوديين للاحتراف الخارجي قبل دراسة فشل تجربة سعود عبدالحميد لا يؤدي إلا لمزيد من إهدار المواهب. فـ سعود قضى موسماً كاملاً مع روما الإيطالي على دكة البدلاء. فلم يستفد نهائياً من هذه التجربة، بل إنها جاءت بآثار سلبية عليه، فاللاعب فقد موسماً كاملاً من عمره الرياضي دون مشاركة، فقد معها الكثير من الحساسية على الكرة، كما فقد فرصة تطوير إمكانياته. واكتساب تجربة أوروبية جديدة تضيف له الكثير.
** تجديد عقد كريستيانو رونالدو مع النصر عامين قادمين يوجب المسارعة باستقطاب لاعب فئة (A) للهلال، إن لم يكن لاعبين اثنين تعويضاً عن فشل صفقة نيمار الذي تم إحضاره للهلال مصاباً. فليس معقولاً أن يتمتع النصر بهذه الميزة أربعة مواسم وجاره الهلال محروم!