فهد المطيويع
مع إعلان مشاركة نادي الهلال في النسخة المقبلة من كأس العالم للأندية، التي تستضيفها الولايات المتحدة، تتجه الأنظار مجددًا نحو الزعيم الآسيوي، بصفته أحد الأندية التي تمثِّل الكرة السعودية والعربية في محفل عالمي مرموق.
إلا أن هذه المشاركة، التي يُفترض أن تكون تتويجًا لموسم حافل، تأتي وسط موجة من الإحباطات التي عصفت بالفريق مؤخرًا، لتفرض تساؤلات مشروعة حول جاهزيته وقدرته على تقديم ما يليق بتاريخه وطموحات جماهيره رغم الخيبات المتتالية وغياب الاستقرار وهذا في الواقع هو عنوان المرحلة الحالية للهلال، الذي طالما كان مرشحًا فوق العادة في المنافسات القارية والمحلية، لكنه يمر الآن بمرحلة من فقدان التوازن. حتى قبل خروجه من دوري أبطال آسيا وتضاؤل حظوظه في سباق الدوري، رغم امتلاكه قائمة نجمية من الطراز الرفيع، إلا أن ملامح التراجع كانت واضحة لأسباب كثيرة وهو ما ترك أثرًا نفسيًا وفنيًا على منظومة الفريق بأكملها.
وتزامنًا مع هذه الإخفاقات، قرَّرت الإدارة إقالة المدير الفني قبل أسابيع فقط من البطولة المنتظرة، ما يعكس حالة من عدم الاستقرار في وقت حرج. وهنا يُطرح سؤال جوهري: هل تكفي الفترة القصيرة المقبلة لإعادة تشكيل هوية الفريق الفنية؟ وهل التحضيرات غائبة أم متأخرة؟ ومن يتحمَّل مسؤولية هذا التأخير؟
من اللافت أيضًا أن تحضيرات الهلال لكأس العالم للأندية لا تبدو على مستوى الحدث حتى اللحظة. تأخر التعاقد مع لاعبين جدد، وعدم وضوح الرؤية الفنية للموسم القادم، يضع الفريق أمام معضلة حقيقية في الإعداد الذهني والتكتيكي، وسط ضغط الوقت وضبابية الخيارات.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن لفريق يفتقد إلى الاستقرار الإداري والفني أن ينافس أندية جاءت من دوريات ذات نسق عالٍ واستعدادات دقيقة؟ فرغم خيبات الموسم، لا تزال جماهير الهلال تتشبث بأمل أن يقدِّم فريقها وجهًا مشرقًا على الساحة العالمية، وربما يعوِّض بها إخفاقاته المحلية.
لكن التحدي الأكبر يكمن في استنهاض روح اللاعبين، وإعادة الثقة إلى صفوف الفريق، خصوصًا في ظل الضغوط الإعلامية والجماهيرية المتزايدة. فهل تكون هذه المشاركة فرصة لانطلاقة جديدة، أم محطة أخرى في مسلسل التراجع وبين الممكن والمأمول الواقع يقول إن الهلال يملك المقومات، من نجوم كبار إلى خبرة دولية سابقة، لكنه في هذه اللحظة يفتقد الجاهزية الشاملة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يعود الهلال بوجهه المشرق على المسرح العالمي، أم أن الظروف المحيطة ستظل تعيقه وتشوِّه ظهوره هذه المرة؟