بدر الروقي
استوقفتني ليلة العيد عبارة الكرسي محجوز عندما باغتني بها - مشافهةً - أحد العاملين في صوالين الحلاقة أثناء دخولي عليه بأبنائي؛ لتجهيزهم لمناسبة العيد.
ما أثار دهشتي، وأشعل فتيل انتباهي.. كيف لمثل هذه العادات السلبية أن تجد هذا الانتشار، وتحظى بهذه الممارسة حتى عند العامل الآسيوي البسيط!
لم تكن تلك الجملة أو العبارة وليدة اليوم، ولا بحديثة الاستخدام.
بل هي جزء من ذكريات كئيبة ومريرة مرت على أسماع الكثير منا في أول مشاوير الحياة؛ ونحن نبحثُ ونفتِّشُ عن المكانة الاجتماعية، والاستقرار الوظيفي.
ومع كل بارقة أمل تلوح لنا إلا أننا ننكسر أما تلك المقولة التي صدَّرها أقراننا من - أبناء - الوجهاء والأعيان، وأصحاب الواسطة آنذاك؛ بقولهم: «مقعدي الوظيفي» محجوز من الآن، «وكرسيّ الجامعي» محجوز ومعلوم، أو.....
هذه العادة لمصادرتها حقوق الغير لم تكن أكثر سوءا ولا مرارة من عادة - تولَّدت - من رحم مناسبات الأعراس واحتفالات الأعياد، وهي وإن كانت تشابهها في المقصد إلا أنها تخالفها في كيفية إيصالها، وطريقة عرضها.
فأنت ما إن تلج لتلك المناسبات إلا وعينك تقع على ورق يتحدث بصمت: الكرسي محجوز!
مما يعرِّض كبار السن بخاصة لحرج ومأزق؛ إذ إن مثل هذه التصرفات تنسف العادات الحسَنة التي تقوم على احترام كبار السن، وتعطيهم حقهم، وتقدّمهم على غيرهم في القدر والاعتبار.