د. الجوهرة بنت فهد الزامل
في لحظة مفصلية تجسد طموح المملكة ومكانتها المتنامية على الساحة الدولية، ألقى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كلمة تاريخية ضمن أعمال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي 2025، بحضور فخامة الرئيس الأمريكي، لتكون الكلمة علامة فارقة في مسار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
كلمة سموه لم تكن مجرد استعراض لأرقام، بل جاءت رؤية شاملة تُترجم توجه المملكة نحو مستقبل اقتصادي عالمي راسخ. نستعرض هنا أبرز محاور هذه الكلمة، ودلالاتها العميقة.
1 - 1300 شركة أمريكية في السوق السعودي
هذا الرقم الكبير يعكس ثقة غير مسبوقة من القطاع الخاص الأمريكي في بيئة الاستثمار بالمملكة، ويبرهن على فاعلية الإصلاحات الاقتصادية والتنظيمية التي قدمتها رؤية 2030. لم يعد الاستثمار في السعودية خيارًا، بل فرصة عالمية مدروسة.
2 - 300 مليار دولار استثمارات متبادلة
الشراكة الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة تجاوزت مرحلة التبادل التجاري، لتصل إلى تكامل استثماري استراتيجي. هذا الرقم يؤكد أن العلاقة بين البلدين مبنية على مصالح متوازنة وتوجهات مستقبلية موحدة.
3 - 600 مليار دولار شراكات مستقبلية
الإعلان عن خطط لشراكات جديدة بهذا الحجم الهائل يؤكد أن المملكة تتطلع إلى قيادة مشاريع استثمارية عابرة للحدود، في مجالات الطاقة المتجددة، التقنية، الأمن الغذائي، وسلاسل الإمداد الحديثة. إنها رسالة بأن السعودية لا تواكب التغيير فقط، بل تصنعه.
4 - خطاب بلغة الأرقام وطموح القيادة
تميزت كلمة سمو ولي العهد بأنها جاءت دقيقة، واضحة، وواقعية. لم تعتمد على الشعارات، بل تحدثت بلغة الأرقام المدروسة، مدفوعة بطموح قيادة ترى أبعد من الحاضر، وتعمل على تحويل الطموحات إلى واقع ملموس.
5 - تجسيد عملي لرؤية السعودية 2030
جميع المؤشرات التي وردت في الكلمة تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، الرامية إلى تنويع مصادر الدخل، وتمكين الاستثمار، وتحويل المملكة إلى مركز اقتصادي عالمي. ما قيل في المنتدى هو تنفيذ حي لما تم التخطيط له قبل سنوات، وهو ما يعطي للرؤية مصداقية أكبر أمام العالم.
ختامًا..
كلمة سمو ولي العهد في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي 2025 لم تكن مجرد خطاب رسمي، بل كانت بيانًا استراتيجيًا للعالم بأن السعودية ماضية في بناء اقتصاد متنوع، ومركز استثماري عالمي، تقوده قيادة طموحة، وشعب يملك الرغبة والإرادة لصناعة المستقبل.