محمد الخيبري
يخوض الهلال في منتصف شهر يونيو المقبل أولى مواجهاته في منافسات نهائيات كأس العالم للأندية المزمع إقامته على أراضي ملاعب الولايات المتحدة الأمريكية وسط ترقب وقلق جماهيري وإعلامي واسع.
ومن المنتظر أن تكون هناك تغييرات واسعة على الخارطة الفنية والإدارية الهلالية بعد أن انتهت العلاقة التعاقدية مع المدير الفني البرتغالي جورجي جيسوس بعد تدني مستويات الفريق الهلالي والإخفاقات في أكثر من استحقاق محلياً وخارجياً.
وعلى الرغم من أن الفريق الهلالي يعيش فترة انتعاش وحيوية بالدوري ومحافظ على مركز الوصافة بعد تكليف الكابتن محمد الشلهوب لقيادة الفريق فيما تبقى من مباريات الموسم خلفاً لجورجي جيسوس إلا أن الإحباط لدى الجماهير الهلال مستمر وواضح من ردات الفعل بمواقع التواصل الاجتماعي.
تتطلع الجماهير الهلالية في الأيام المقبلة أن تبرم الإدارة الهلالية العديد من الصفقات لتدعيم الفريق المنهك طوال الموسم وأن تحضر جهازاً فنياً عالي المستوى يستطيع الذهاب بعيداً بالفريق في منافسات كأس العالم القادمة على الرغم من ظهور بعض الأسماء في أخبار متطايرة كالعادة ساهمت كثيراً بالتوتر.
واتجهت الجماهير الهلالية للمطالبة بالتغييرات لحدود أبعد من الإدارة الهلالية التي التزمت الصمت المطبق والذي اعتبر على أنه عجز تام واستسلام للوضع الحالي وأن التغيير إن حدث فلن يكون إلا بالميركاتو الصيفي القادم وأن فترة التسجيل الاستثنائية لن يكون للهلال نصيب منها.
المطالبات الهلالية في ظل الصمت الإداري أعتقد أنها مطالبات مبررة وفي ظل الاستقرار المالي للنادي الأول حوكمياً على الأندية السعودية والأكثر إيرادات مع الإنفاق المتوازن حسب ما يصدر من تقارير إعلامية رسمية.
وبقية الأندية التي تأتي خلف الهلال بمراحل تجري تغييرات بكل سهولة سواء على مستوى الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين بينما يكون الهلال أسيراً للإصابات والدروب الحاد بالمستوى الفني لبعض اللاعبين ووفرة العروض المغرية لأبرز نجومه من أندية فتية كنيوم والدرعية والعلا.
هذا الغموض والضبابية التي يعيشها الوسط الهلال والذي لا يعلم المتابع على من تقع المسؤولية في الهلال في ظل تزايد المخاوف من اقتراب بطولة كأس العالم دون حراك والمخاوف من رحيل أبرز نجوم الفريق نظراً لوجود عروض مغرية على الرغم من أن تلك العروض لم تقدم لنجوم الفرق الأخرى خصوصاً فرق الأندية المستحوذ عليها صندوق الاستثمارات العامة.
هذه العروض التي فتحت باباً كبيراً من التساؤلات والتأويل لدى الجماهير التي تقف حائرة أمام عروض مغرية لا تقدم إلا لنجوم الهلال دون غيره من الأندية وأن هذه العروض تؤكد أن هناك مؤامرة تحاك ضد فريقها على الرغم من تقارب المستوى الفني بين النجوم في أغلب الفرق وتؤكد أيضاً ما قاله بعض الشخصيات الهلالية أن هناك محاولات لإضعاف الهلال وتقوية غيره.
جميع تلك التأويلات تحتاج لإيضاح من أصحاب القرار سواء بالهلال ممثلاً بمجالس إداراته أو برنامج الاستقطاب أو لجنة الاستدامة المالية أو الاتحاد السعودي ولجانه أو حتى إيضاح من وزارة الرياضة.
فترة قصيرة تفصل الهلاليين عن المعترك العالمي دون تغيير ودون حراك والواقع المرير يؤكد أن الفريق الهلال سيذهب للولايات المتحدة بكتيبة محمد الشلهوب الذي يتعاطف معه جميع من في الشارع الرياضي السعودي وأن هذه المهمة كبيرة جداً على الكابتن محمد الشلهوب وأن هذه المهمة بمثابة المغامرة بتاريخ أكبر أندية القارة الآسيوية.
الهلاليون في سباق مع المجهول في زمن متسارع وواقع مرير لا نعلم من يتحمَّل مسؤوليته ونقص حاد في الكوادر على كافة الأصعدة ووفرة مالية ومطالبات جماهيرية وحيرة إعلامية تجسد بكل أسف الوضع الهلالي.
الجماهير الهلالية أصبحت حبيسة لأخبار المتمصدرين وحبيسة للانتظار المؤلم المرهق وحبيسة الصمت الإداري من إدارة الأستاذ الخلوق فهد بن نافل والإدارة التنفيذية وشركة الهلال على الرغم من ظهور بصيص الأمل بعد تصريح عفوي للعضو الداعم الأمير الوليد بن طلال والذي أعطى بعض الأريحية للجمهور الهلالي.
المصادر الإخبارية تؤكد أن هناك تغييراً كبيراً سيطرأ على الخارطة الهلالية بينما يتناقض الواقع مع هذه المصادر ليبقى المتابع الهلالي في المنتصف بين التأمل والإحباط.
قشعريرة
الكابتن محمد الشلهوب الذي عُرف بأخلاقه العالية وتواضعه في ملاعب كرة القدم والذي صنع له تاريخاً مجيداً مع نادي الهلال كلَّله عدد البطولات الأعلى من بين لاعبي المملكة العربية السعودية بواقع 34 بطولة في سجلاته.
الكابتن محمد الشلهوب وهو الآن على رأس الجهاز الفني كمدير فني للفريق الأول بنادي الهلال يقدِّم مع الفريق الهلالي مستوى فنياً مميزاً خاض من خلاله مباراتين استطاع الفوز بكلتيهما ومحققاً رقماً تهديفياً نموذجياً بواقع تسعة أهداف في مجمل المباراتين.
ومن المتوقع أن يكسر الشلهوب رقم الكابتن سامي الجابر الذي استطاع أن يقود الهلال كمدرب للفريق الأول في فترة سابقة للفوز في مباراتين متتاليتين لو حقق الفوز بالمباراة الثالثة على التوالي ليصبح المدرب السعودي الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز مع الفريق الأول بالهلال.
وقد تكون ما تبقى من مباريات الدوري إضافة مميزة في سجلات محمد الشلهوب لو استطاع المنافسة على لقب الدوري أو المحافظة على مركز الوصافة على أقل تقدير وضمان المشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة.
وفي حال فشل الإدارة الهلالية في التعاقد مع مدير فني للفريق الأول قبل بطولة كأس العالم للأندية فإنه سيكون لزاماً على الشلهوب قيادة الفريق في هذا المعترك الصعب وخصوصاً أن الهلال سيستهل البطولة من أمام أعظم أندية العالم ريال مدريد الإسباني والذي سيزيد من صعوبة المهمة على الشلهوب في حالة الخسارة الثقيلة والتي من الطبيعي أن تحبط العمل الفني بكامله بالفريق.
ومن المتوقّع أن يكون مصير الهلال هو الخروج المبكر من دور المجموعات أن استمر الوضع الحالي دون تغيير وهو ما لا يتأمله الهلاليون ولن يكن ضمن رؤية حكومتنا الرشيدة التي بذلت قصارى الجهد لتطوير رياضتنا وكرتنا السعودية التي حققت نجاحات كبيرة حتى على المستوى القاري.