العقيد م. محمد بن فراج الشهري
ماذا عساني أقول يا سادة يا كرام؟ تتلبسني فرحة ونشوة غير عادية لما مرّ بنا في هذه الأيام من نشاط غير عادي، إطلاقاً وقبل الخوض في أمور هذه النشاطات أحمد المولى سبحانه وتعالى على أن منّ على هذا البلد بقادة وقيادة منذ عهد الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» وحتى يومنا هذا، قادة جعلوا من هذه البلاد مثالاً يحتذى لكل الأمم الباحثة عن الرقي والسمو والازدهار.
وفي عصرنا هذا تعيش المملكة نهضة غير عادية في كافة الجوانب السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وعلى كافة الصُعد الداخلية والدولية، فمنذ بداية عهد الملك سلمان -حفظه الله- تسابقت الخطى لرسم مستقبل متعدد النجاحات، سليم التوجهات، مدروس بعناية ومخطط له بقدرات فائقة تكاد تكون تعجيزية، وكان لتواجد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على رأس هذه الخطى ومتابعتها الأثر الناجح الذي أثمر عن تغير جذري في التوجه السعودي نحو العالمية بكل قوة وإتقان، ولو نستعرض ما قام به ولي العهد من جهود خارقة لما كفانا كتب ومجلدات، ولا نستطيع حصر ما قام به خلال ثمان سنوات فقط فهذا يحتاج منا إلي مؤلفات ودروس وعبر لأن الشواهد واضحة ليس للمواطن فقط بل لكل العالم وهناك جهود غير مسبوقة في التنظيم الحكومي والنهج المبني على أساليب حديثة ومبتكرة وعالمية.
لم تكن لتتحقق لولا وجود قيادة فذّة وعصرية ومتجاوبة مع سرعة التطور الحاصل في العالم وما يجري من أمور تطويرية يتسابق فيها الأقوياء لأخذ أماكن متقدمة في مجال التطور النوعي الذي يشهده العالم حالياً..
أعود لما بدأت به فأقول: إن زيارة العالم هذا الأسبوع للرياض واقصد بالعالم رواد الصناعة والتجارة العالمية، وكبار المستثمرين ورواد التقنيات الحديثة إلى جانب رئيس أكبر دولة في العالم، فهذا يعني العالم كله يتجه نحو الرياض، والسؤال: لماذا كل هذا؟ والجواب واضح وجلي جداً، أن المملكة أجبرت رواد الصناعة، والتجارة، وأباطرة الصناعة العالمية في مجالات التقنية، والفضاء، والتسليح على التوجه للرياض والبحث عن مكان يقيمون فيه في الرياض لعدة أسباب منها:
أولاً: الوضع المستقر السياسي والاقتصادي، والاجتماعي للمملكة العربية السعودية.
ثانياً: التطور الهائل والمتلاحق نهضوياً على كافة الصُعد في المملكة.
ثالثاً: الأمان الكلي الذي تعيشه المملكة والاستقرار السياسي والمتانة الاقتصادية الرائدة.
رابعاً: القيادة الحكيمة للملك سلمان ولولي عهده التي جعلت من المملكة أمنية لكل مستثمر وكل من يبحث عن الأمن والأمان والتوازن في الأمور الاقتصادية، والسياسية، والدولية.
خامساً: الجهود الخارقة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أدهشت أعماله وما قام به في وقت وجيز رئيس أمريكا وكل أباطرة الاقتصاد، والصناعة العالمية، لقد فتحو أفواههم إعجابا، واستغرابا، واندهاشا، كيف تم تحقيق كل هذه المنجزات في وقت قصير رغم أن الأمور لدى سموه لم تكتمل حتى الآن ولم نصل بعد إلى 2030 إلا أن العالم الذي زار الرياض هذا الأسبوع لم يصدق ما رآه وكأنه يعيش حالة سينمائية خارقة، فترى التعجب والاندهاش على وجوه هؤلاء الصفوة وأطلقوا تعبيرات إعجابية غير خافية وكانت واضحة حتى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسال الأمير محمد كيف ينام أمتى أو كيف ينام في ظل ما شاهده من أعمال خارقة لكل التوقعات وملفتة للعالم أجمع، أعتقد يا سادة يا كرام أن هذا الحضور وهذا الإعجاب غير العادي هو نتاج عمل جبار قام به سمو الأمير محمد بن سلمان وتحت إشرافه الشخصي، ومتابعته الدقيقة لكل مشاريع المملكة، وكذلك، وإشراف على سير وخطى السياسة السعودية الخارجية، والعلاقات المتوازنة مع كل الدول ذات الأهمية العالمية، إضافة إلى ما تقوم به المملكة العربية السعودية وما تحققه من نجاحات متواصلة لحل أغلب المشاكل العالمية العالقة، والدور المهم لها خلال الفترة الماضية في القضية الفلسطينية، وما يحدث في أوكرانيا وجلب المتحاربين لطاولة التفاوض في الرياض، وحل أغلب المشكلات التي تدور في الآفاق العالمية، والتوسط في موضوع نزاع الهند وباكستان، وقبول تدخل المملكة في حل كثير من المشاكل بين الدول لسمعتها الرائدة والرائعة وسياستها الهادئة، ووزنها الدولي بين الدول، والاستقرار الأمني، والسياسي، والاقتصادي الرائد بين دول العالم وانضمامها إلى كل المنتديات العالمية الكبرى، ومنها كتلة دول العشرين، وغير ذلك من المنظمات ذات الأهمية الدولية الكبرى، وزيارة العالم كله للرياض هذا الأسبوع هي عبارة عن شوكة في حلوق كل الناعقين، والحاقدين على السعودية، وكل من تجرأ على سب المملكة ومحاولة التقليل من شأنها، ولقد أسكتت كل الناعقين، وكلاب السوشيال ميديا وأخرستهم، بل أصبحوا أضحوكة لكل من يتابعهم، وانكشفت كل الأغطية المسموعة، رغم أن المملكة منذ زمن لا يهمها هذا النباح إذ أن ضوء الشمس لا يمكن أن يخفيه حاقد بغربال، ولأن المملكة تعودت أن لا تنجرف وراء أقوال فاسدة معروفة الأهداف والمقاصد، هي تفعل ما يهم شعبها وإسعاده، ورفع سمعته بين الأمم، والثقللاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي الذي تتمتع به وستظل الكلاب تنبح والقافلة تسير، وبإذن المولى تصل إلى أهدافها.
حفظ الله لنا أمننا وحكامنا ووطننا الغالي من كل سوء، وزاده من فضله وخيره وبركته، وعشت يا وطني (شامخاً) بين الأمم.