ناصر زيدان التميمي
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية في الثالث عشر من مايو عام ألفين وخمسة وعشرين جاءت في وقت بالغ الأهمية على المستويين الإقليمي والدولي حيث كانت الزيارة بمثابة تتويج لتحركات دبلوماسية واقتصادية كبيرة قادها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي كان في مقدمة مستقبلي الرئيس الأمريكي في مطار الملك خالد الدولي وقد شكّلت هذه الزيارة لحظة حاسمة أعادت تأكيد متانة العلاقة بين الرياض وواشنطن والانتقال بها إلى مستوى جديد من الشراكة الشاملة.
منذ اللحظات الأولى للزيارة كان واضحاً أن سمو ولي العهد يقود المشهد بحكمة ورؤية استراتيجية حيث أدار سموه المباحثات مع الوفد الأمريكي بتركيز على المصالح المشتركة واستشراف آفاق جديدة للتعاون وحرص سموه على أن تكون مخرجات الزيارة ذات طابع عملي يعزز مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا وقد أشرف شخصيًا على توقيع مجموعة من الاتفاقيات التي تجاوزت قيمتها ستمائة مليار دولار وشملت مجالات الدفاع والتقنية والطاقة والمعادن النادرة بالإضافة إلى مشاريع تنموية واستثمارات سعودية ضخمة في الاقتصاد الأمريكي.
وفي إطار جهوده لدفع التحول الوطني والاقتصادي لعب ولي العهد دوراً محورياً في إطلاق عدد من المبادرات المشتركة أبرزها تأسيس صندوق استثماري سعودي - أمريكي لتمويل الابتكار والتقنية المتقدمة وهو ما يعكس تطلعات سموه لتمكين الاقتصاد السعودي من أدوات المستقبل كما قاد سموه جلسات الحوار الاقتصادي التي جمعت قادة الشركات الكبرى من البلدين ووجّه بتسريع التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والطاقة المتجددة.
ولم تقتصر أدوار سمو ولي العهد على الملفات الاقتصادية بل كان حاضراً بقوة في النقاشات السياسية التي تناولت أبرز التحديات في المنطقة وعلى رأسها الملف الإيراني حيث أكد سموه على أهمية تبني نهج الحزم والوضوح تجاه سياسات زعزعة الاستقرار كما دعا إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد في عدد من بؤر التوتر وتعزيز الحلول السياسية عبر الحوار والدبلوماسية.
وقد برزت رؤية سمو ولي العهد بشكل لافت في تصميم أجندة الزيارة بحيث تعكس أولويات المملكة وتطلعاتها نحو شراكة متوازنة وقائمة على احترام السيادة وتحقيق المصالح المتبادلة وبينت مخرجات الزيارة أن سموه يقود دفة السياسة السعودية بثقة عالية وبحضور دولي مؤثر جعل من الرياض مركزًا لصناعة القرار الإقليمي والدولي.
واختُتمت الزيارة برسالة واضحة مفادها أن ولي العهد يقود المملكة نحو مرحلة جديدة من الشراكة العالمية وأن السعودية اليوم ليست مجرد شريك تقليدي بل لاعب رئيس يبادر ويؤثر ويصوغ التوجهات المستقبلية في الاقتصاد والأمن والسياسة والتكنولوجيا.