رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
أن يتخذ سيد البيت الأبيض أول وجهة خارجية له بعد تقلده للسلطة (لرياض العز)؛ فهذا ليس لأن السعودية شريك اقتصادي واستثماري وحسب! وإنما لأنها شريك سياسي محب للسلام وحاضنة للسعادة الدولية.
كانت أرضاً صحراوية لكنها اليوم لم تعد كذلك، فقد بدأت تتحول من جرداء إلى خضراء.. بطعم النقاء والصفاء ولها أكثر من قلب ينبض.. تمد يدها ليس للبذل والعطاء وكفى! وإنما لمعالجة أسباب الخصام الدولي والإقليمي.. هي محطة للسلام مكملة للجهود الدولية.
كم من مرة جمعت إخوتها العرب التي يجمعها بهم اللغة والدم والتاريخ والجغرافيا.. لتبادلهم المشورة وتتلمس معاناة البعض وتتقمص دور الأخ الأكبر صاحب القلب المشفق على إخوته.. حتى أصبحت لهم مصدر شفاء.. بلا منة ومحيطها الإسلامي ليس عن هذا ببعيد فكانت سباقة مثلاً لوقف النزيف بين باكستان وجارتها الهند.
ودولياً مدت يدها لخفض التوتر بين (روسيا وأوكرانيا) وتبادل الأسرى.. دولة لم تعش على الهامش السياسي ولكن تعكس مكانتها الإسلامية والاقتصادية والدولية لصناعة سياسة تتناسب وحجمها.. ناهيك عن أنها تحمل قلباً يعفو ويصفح عن بعض الزلات.. وتُبْقِي ذراع التعاون ممدودة ما لم تتجاوز تلك الزلات الخطوط الحمراء.
وبالأمس القريب ومن خلال وجود الرئيس ترامب في عاصمة السلام لم يفوِّت عراب السياسة أميرنا الغالي محمد بن سلمان ولي العهد هذه الفرصة دون أن يطرح معاناة الدولة الشقيقة (سوريا) وحاجتها إلى رفع العقوبات عنها بحضور رئيسها الشرع.. وبعد تعزيز القناعات لدي الرئيس الأمريكي أصدر أمره بذلك لتعم الفرحة (شام العرب) ويخرج أهلها يزفون الخبر السعيد في شوارعهم وميادينهم.
هنيئاً لنا بهذا الكيان العظيم الذي من اقترب منه يسعد، فأبوابه مشرعة لإخوته الخليجيين والعرب والمسلمين بل أصدقاؤه الدوليون.. حفظ الله بلادنا وأبقاها منارة سياسية للجميع.