د. عيسى محمد العميري
مافتئ دور المملكة العربية السعودية ماثلاً للجميع في بذل كل الجهود اللازمة والمستدامة في استضافة ورعاية القمم على أرضها. تلك القمم التي تجني المكاسب المهمة على صعيد منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وتصب في صالح شعوب المنطقة بأكملها على الصعيد الحالي والمستقبلي، وآخرها القمة الأمريكية الخليجية التي يتوقع أن تكون تاريخية وفقاً لوصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. والتي تأتي استكمالاً لقمة العام 2017 حيث استضافت السعودية قمة الرياض 2017: بحضور الرئيس دونالد ترامب، وقادة الدول الخليجية ونتج عنها تأسيس (المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف).
ولاشك أن تلك القمة حققت الكثير من النتائج الإيجابية، وفي القمة الحالية نقول إنه وضمن جهود أمريكية متجددة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع دول الخليج، تأتي القمة في وقت يشهد فيه الشرق الاوسط تحولات أمنية واقتصادية كبرى ومهمة، والتي نسأل الله عز وجل أن تكون بادرة خير على المنطقة بأكملها، وتحديداً الأوضاع في غزة ولبنان وغيرها.
وفي هذا الصدد، نجد أن جهود المملكة في سياق القمة الحالية، لها أهمية خاصة، حيث إن القمة تتوافق مع الفترة الرئاسية الثانية للرئيسي الأمريكي ترامب، وتأتي متقاطعة مع تغيير نسبي في أوضاع المنطقة إيجابيا إلى حد ما. وبعض تلك التغييرات التي طالت الأوضاع في الجمهورية اللبنانية والجهود التي دعمتها الدول الخليجية والولايات المتحدة الأمريكية وضغطت باتجاه استتباب الأمن فيها واستكمال دورة الحياة الطبيعية بعيداً عن أي توترات بين إسرائيل وحزب الله.
ومن جانب آخر، نقول إن جهود المملكة العربية السعودية لا تقف عند حد في دعم القمم واللقاءات التي توفر الأمن السياسي والاقتصادي لدول منطقة الشرق الأوسط وعلى أعلى المستويات في العالم، وبالتالي فإن الأمريكية الخليجية يتوقع لها أن تحقق النجاح المنقطع النظير، وتصب بشكل أساسي كما أسلفنا في تعزيز وتطوير التعاون التجاري الاقتصادي والاستثماري، والتعاون النووي، كما تتضمن القمة اتفاقيات مهمة لدول الخليج على صعيد مستقبلها القادم ويتوافق مع رؤيتها التي حددتها قبل فترة.
ومن ناحية أخرى، أيضاً نقول إنه وكما وصف البيت الأبيض زيارة ترامب للسعودية وشقيقاتها في الخليج بأنها «عودة تاريخية» للمنطقة.
واعتبر المراقبون السياسيون بأن مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية يمثل إقراراً أمريكياً بالأهمية الجيوبوليتيكية للمملكة ودورها الحيوي إقليمياً ودولياً.
كل التمنيات بالتوفيق للقمة المزمعة، والله ولي التوفيق.
** **
- كاتب كويتي