أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ تسارقوا بمعنى سرقوا:
ورد الفعل تَسارَقَ على وزن تفاعل في أثر أورده ابن أبي شيبة في مصنفه (15/ 339 ح 29961) قال: «حدثنا أبو بكر قال: حدثنا أبو أسامة عن عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر كانوا يتسارقون السياط في طريق مكة، فقال عثمان: لئن عدتم لأقطعنّ فيه».
قلت: ورد هذا الأثر في مصنف ابن أبي شيبة، في نسختين، إحداها بتحقيق الشيخ سعد الشثري، وحكم عليه بأنه صحيح، وورد في نسخة ثالثة، وهي بتحقيق الشيخ محمد عوامة. صيغة تفاعل سماعية فهم يذكرون في ضرب تضارب وفي سمع تسامع وهكذا حسب ما يسمع من هذه الصيغة، وخلو المعاجم من تسارق يعد فواتا، فليستدرك.
2/ طامَعَه يُطامعه مُطامَعة:
قال أبو حيان في البحر المحيط (1/ 434): «طَمِعٌ وَطَامِعٌ، ويُعَدَّى بالهمزة، ويُقالُ: طَامَعَهُ مُطَامَعَةً»، وقال مِهيار الديلمي:
أحمُّ كأنَّ أُدْمَ العِيسِ فيه
مُرَقّعةَ الجلالِ لمنْ طلاها
يسفُّ يُطامعُ الخرقاءَ حَتّى
تبوَّعَهُ لتَمْسَحَهُ يَداها
ولم يرد هذا البناء (طامَعَه يًطامِعُه مُطامعة) من مادة (طمع) في معاجمنا، فليستدرك وإن كان مصدره الذين بين أيدينا هو (أبو حيّان)، وهو متأخر قليلاً، إلا أنّه من علماء اللغة والتفسير الثقات المشهورين بالتحقيق والتدقيق فيما يكتب، وأحسب أنّه اطلع عليه في مصادر لم تصل إلينا، وكثير من مصادره في التذييل والتكميل وفي البحر المحيط لم تصل إلينا.
3/ طَرَّزَ الأرضَ تطريزا: سوّاها وفصّلها وأصلحها:
ورد هذا المعنى للتطريز في مصنف ابن أبي شيبة من كلام عمر بن عبد العزيز يخاطب عامله على الكوفة: «آمُرُكَ أَنْ تُطَرِّزَ أَرْضَهُمْ»؛ أي: تسوّيها وتفصّلها وتصلحها، وفي كتاب الأموال لابن زنجويه عن الشَّعْبي، «أَنَّ عُمَرَ، بَعَثَ ابنَ حُنَيْفٍ إلى السَّوَادِ فَطَرَّزَ الْخَرَاجَ، فوضَعَ على جَرِيب الشَّعِيرِ دِرْهَمَيْنٍ». وورد في بعض الكتب المتعلقة بالخراج أنّ تطريز الخراج هو تنظيمه وتفصيله. وفي كتاب فقه الملوك للرحبي: «تطريز الأرض إصلاح ما فيها من الارتفاع والانخفاض واندراس الأنهار لتكون قابلة لوصول الماء إليها والزراعة فيها». ولم يرد في المعاجم معنى للتطريز يناسب هذا السياق، وورد في كلام بعض المحققين أنه إصلاح الأرض وتسويتها لتسهل زراعتها، واشتقاقه من الطراز، جاء في لسان العرب لابن منظور (طرز 5/ 368): «الطراز ما ينسج من الثياب للسلطان.... والطِّرْز والطراز: الجيّد من كلّ شيء.... وقد طرّز الثوبَ، فهو مطرّز».