د.شريف بن محمد الأتربي
في الثالث عشر من شهر مايو عام 2025 حظيت المملكة العربية السعودية بزيارة رسمية للرئيس الأمريكي رونالد ترامب، وهي الزيارة الأولى له في ولايته الثانية، والمتابع لهذه الزيارة يلاحظ كم الحفاوة والاحترام المتبادل بين الطرفين، ومدى سعادة كل منهما بهذه الزيارة التي تأتي في وقت تشتد فيه النزاعات في كافة أنحاء العالم؛ وإن كان العالم العربي يحتوي الكم الأكبر منها، لذا فإن هذه الزيارة من وجهة نظري ستكون بمثابة تأريخ جديد للعالم، وأيضا تأريخ جديد للعلاقات السعودية الأمريكية، والخليجية أيضا.
لعل ما لفت نظر العالم أجمع في كلمة الرئيس الأمريكي توجيه سؤال لسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عن متى ينام حتى ينجز كل هذه المشاريع -ما شاء الله-، إن هذه اللفتة الرقيقة من رئيس أكبر بلد في العالم يزور المملكة بعد مرور ثمان سنوات على زيارته الأولى ويقول هذه الكلمات أمام العالم أجمع لهي شهادة نجاح لرؤية المملكة 2030 التي يحملها أبو سلمان على عاتقه، ويسابق الزمن لتحقيقها، وما كان حلم قبل 8 سنوات صار واقعا الآن يشاهده العالم أجمع عبر مئات المحطات الفضائية والإذاعية والتلفزيونية شاهدا عيانا على أننا نسير على الطريق الصحيح ووفق الخطة الموضوعة والخطوات المحددة لها.
إن زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية تعكس مدى رؤية العالم أجمع لها، فهي عظيمة منذ وجدت وستظل عظيمة بإذن الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها ما دام هناك من يعمل على رفعة شأنها وتحقيق أحلام وطموحات شعبها الأبي الكريم، الذي يعشق وطنه وقادته عشقا لا حد ولا وصف له سوى أنه عشق أبدي.
زيارة ترامب لم تكن ذات فائدة باتجاه واحد، بل هناك فوائد عدة تحققت لكلا الطرفين، فمن جانب السعودية، ومن خلال زيارة واحدة تمتد لعدة ساعات، شاهد العالم أجمع حجم الإنجازات والتغييرات التي طرأت على المجتمع السعودي، وكيف كان الحلم، وكيف أصبح واقعا، حتى في اختيار الحضور من الجانب السعودي، لم يكن هذا الحضور عشوائيا بل تم اختياره بعناية ليعبر عن الشعب السعودي أفضل تعبير، سواء من مسؤولين حاليين، أو سابقين، وإعلاميين وأعضاء مجلس الشورى وغيرهم، كان لحضورهم تأثيراً إيجابياً ومباشراً في مسار الاحتفاء بالضيوف.
لقد كانت السعودية ولازالت ولله الحمد تعمل على تحقيق التوازن في سياستها الخارجية، فهي الملاذ الآمن لحل أغلب القضايا الإقليمية والدولية، ودعم الاستقرار ليس في منطقتها فقط؛ ولكن في كافة ربوع العالم، وأيضا دعمها الإنساني لكافة المتضررين جراء عدم استقرار أوطانهم.
إن زيارة الرئيس الأمريكي للرياض وإعلانه عن توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة التي تصب في مصلحة الشريكين وتعظم الدور الذي يلعبانه على مستوى كافة القضايا وخاصة الاقتصاد العالمي؛ لتظهر للعالم أجمع مدى قوة ومتانة اقتصاد المملكة ولله الحمد، وأن العالم أجمع ينتظر مخرجات هذه الزيارة، فتوقيع اتفاقيات تجارية وعسكرية بقيمة تتجاوز 350 مليار دولار، والاتفاق على وصول حجم الاستثمارات إلى تريلون دولار خلال الفترة قادمة هي رسالة للجميع أن السعودية العظيمة هي المدخل الآمن للجميع بما تقوم به من توازنات في علاقاتها مع جميع دول العالم صغيرها قبل كبيرها.
لقد جسدت زيارة الرئيس الأمريكي رونالد ترامب للسعودية العديد من أوجه العظمة التي تتمتع بها المملكة، سواء من ناحية موقعها الاستراتيجي في العالم الإسلامي، إلى جانب قوتها الاقتصادية، وشراكاتها الدولية، والتحديثات الاجتماعية، فالسعودية تعتبر الدولة الرائدة والمؤثرة في كافة المحافل خاصة مع بروز مخرجات رؤية 2030 والتي مهدت الطريق لمستقبل مشرق يعكس طموحات المملكة في أن تكون في الطليعة دائماً وأبداً.