سليمان الجعيلان
(إن النسخة المقبلة من مونديال الأندية ستكون الأقوى والأكثر شراسة منذ انطلاق البطولة وحتى الآن، وذلك لما ستشهده من مشاركة نخبة أندية العالم من مختلف القارات، ومن بينهم نادي الهلال السعودي، وهو أحد أبرز الأندية في آسيا، حيث سيشارك في النسخة الأقوى على الإطلاق من بطولة كأس العالم للأندية 2025 حيث سيكون ضمن مجموعة قوية تضم نادي ريال مدريد الإسباني العريق..).
هكذا تحدث ووصف الاتحاد الدولي السيد إنفانتينو خلال مشاركته في فعاليات المنتدى الاستثماري السعودي الأمريكي نهائيات كأس العالم للأندية المقبلة في أمريكا، والتي سيكون ممثِّل الوطن فيها فريق الهلال (السعودي) الذي يبدو أنه سيدفع ثمن نغمة ولغة جديدة ظهرت وانتشرت فجأة ودون مقدمات لتبرير عدم تلبية احتياجات فريق الهلال التدريبية والفنية قبل خوض الهلال هذا المعترك العالمي القادم والقوي ألا وهو عدالة المنافسة!
وهذا ما يدعوني ويدفعني لطرح بعض التساؤلات والاستفسارات حول عبارة وجملة عدالة المنافسة، وهل هي حقيقية أم انتقائية؟ وأسأل وأتساءل:
أين كانت عدالة المنافسة عندما تعاقد النصر مع اللاعب كريستيانو رونالدو قبل بداية مشروع استقطاب اللاعبين العالميين بعدة أشهر ودون غيره من الأندية؟! وأين كانت عدالة المنافسة عندما تم دعم وتدعيم صفوف فريق الاتحاد قبل بداية هذا الموسم بـ(5) لاعبين أجانب، ليكونوا إضافة مع لاعبي الاتحاد الآخرين كريم بنزيما ونغولو كانتي وفابينيو؟! وأين كانت عدالة المنافسة عندما تم السماح لفريق الأهلي تسجيل (12) لاعباً أجنبياً ليشاركوا معه في بطولة النخبة الآسيوية ويساهموا في تحقيقه لقب البطولة؟! وأين كانت عدالة المنافسة عندما تم رفض تعويض الهلال بلاعب عالمي بعد إلغاء عقد اللاعب البرازيلي نيمار أسوة بغيره من أندية الصندوق؟ بل وأين كانت عدالة المنافسة عندما تم إجبار الهلال على تجريده من نجومه بحجة الاحتراف الخارجي الوهمي؟! وأين كانت عدالة المنافسة عندما ظهر المدير الرياضي برابطة الدوري السعودي للمحترفين مايكل إيمناليو قبل بداية الموسم الرياضي وقالها بصريح العبارة أنه يتمنى أن يواجه الهلال التحديات دون ردة فعل حازمة وصارمة من المؤسسة الرياضية أو شركة الهلال الربحية، بل ولا حتى من شركة الهلال غير الربحية؟! وأين..؟ وأين..؟
وأين كانت عدالة المنافسة في الكثير والعديد من التعاقدات والملفات التي كشفت اليوم لماذا الهلال بالذات هو وحده من يتعثر بالمفاوضات ويتأخر بالصفقات على الرغم من أن الهلال ليس عليه مطالبات مالية ولا عقوبات احترافية وملفه أبيض داخل اللجان القضائية الداخلية والدولية، وسمعته وصورته ناصعة بين الأندية العالمية والأوروبية، بينما الآخرون والذين من نفس الفئة وينتمون لذات الجهة يتعاقدون ويسجلون من يريدون، بل ومتى ما أرادوا؟!
وعلى كل حال كل ما أرجوه وأتمناه كمواطن سعودي أولاً ومنتم للوسط الرياضي ثانياً ألا يكون الهدف من إقحام عدالة المنافسة في هذا التوقيت بالذات لتكون شماعة لعدم دعم الهلال في هذه المحفل العالمي، لأن هذا باختصار هو انتصار لثقافة المظلومية وفكرة المؤامرة الذي يحاول البعض افتعالها واستخدامها واستغلالها لتحقيق أهدافه الخاصة، ولذلك على أصحاب القرار في المؤسسة الرياضية وشركة الهلال الربحية أن ينظروا لمشاركة الهلال في بطولة العالم للأندية بنظرة وطنية قبل أن تكون رياضية، وأن يتعاملوا معها بمسؤولية، وأن يدعموا ممثِّل الوطن -وهو الهلال- دون انتقائية، وعدم الاستماع للمظلومية المصطنعة والانصياع للادعاءات المختلقة والتي تفتعلها بعض إدارات الأندية المتأزمة وتدعمها بعض البرامج الرياضية الموجهة لتحقيق مكاسب هامشية وأهداف شخصية، والتي كان وما زال شعارها أنا ومن بعدي الطوفان، حتى وإن كان على حساب مصلحة وصورة ممثِّل كرة القدم السعودية في هذه البطولة والمشاركة العالمية والقوية كما وصفها رئيس «الفيفا» إنفانتينو!