الجزيرة - الرياض:
قال الباحث المختص في السياحة طاهر عطية العُمري: إن المتاحف هي الوعاء الذي يحفظ التراث والآثار، وتعتبر هي مرآة الأمم ونافذة الحاضر للماضي، كما تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا للمتاحف والثقافة، حيث عملت على تأسيس هيئة خاصة بالمتاحف، أسمتها هيئة المتاحف تحت إشراف وزارة الثقافة.
وأمس وفي يوم 18 مايو من كل عام، يحتفل باليوم العالمي للمتاحف، وهو مناسبة دولية أطلقها المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) عام 1977م، ويهدف إلى زيادة الوعي العام بالدور الذي تلعبه المتاحف في تنمية المجتمع، كما يتيح المجال للمختصين في المتاحف المناقشة في موضوع معين تحدده لجنة استشارية من مجلس المتاحف العالمي.
وأضاف العمري وهو عضو هيئة تدريب في تقنية السياحة والضيافة إن دور هيئة المتاحف كبير جدًا منها.
إنشاء وتطوير المتاحف: وذلك ببناء متاحف متميزة في المدن الرئيسية وتحت طابعها المعماري، وأخرى محلية في المناطق ذات التراث الغني والمتنوع.
* رفع الوعي المجتمعي: بزيادة معدلات زيارة المتاحف بين السكان والسياح.
* تمكين الكوادر الوطنية: تدريب وتأهيل الكوادر البشرية في مجال المتاحف من خلال الدورات التدريبية أو ابتعاث وزارة الثقافة لدراسة البكالوريوس أو الدراسات العليا مثل: الماجستير والدكتوراه في مجال المتاحف.
وللمتاحف أهمية كبيرة في دعم الاقتصاد المحلي من خلال الوظائف المتاحة في هذا القطاع، إضافة الى ذلك تقديم برامج تعليمية، وأيضا تدريب للطلاب والطالبات في جميع المراحل، كذلك فرص التطوع المليئة في هذا القطاع بشكل ملحوظ، منوها بأن غالبية المتاحف في اليوم العالمي تفتح أبوابها مجانًا، ويقام فيها فعاليات مختلفة وورش عمل علمية، ومسابقات بحثية ونحوها.
وتُعدُّ المتاحف إحدى الوسائل الخدمية التي يجب أن يتمتع بها كل فرد في المجتمع للتزود بالعلم والثقافة والمعرفة المباشرة، لمكانتها الكبيرة في تحريك الوجدان وتنوير الفكر، فالمتاحف ليس مهمتها الحفاظ على الثروات الفنية فحسب، بل أيضًا تعميق الثقافة النفسية برؤية المقتنيات والترتيب المبهر لها، وجعلها متاحة للجميع للنهل منها، لتبقى قاعدة معرفية إثرائية للتاريخ التراثي جيلًا بعد جيل.
وتشكل المتاحف إحدى أبرز دعائم التنمية الثقافية في المملكة، لدورها الحيوي في الحفاظ على التراث الوطني بمكوناته المادية وغير المادية، وتعزيز الهوية الوطنية، وإثراء المشهد الثقافي، وتعزيز الروابط الاجتماعية؛ لذا تسعى هيئة المتاحف للحفاظ على التراث والتاريخ والثقافة، ودعم المشهد الإبداعي، وتطوير أشكال جديدة من التعبير الفني في المملكة، والعمل على تطوير منظومة المتاحف من خلال إنشاء المتاحف وتشغيلها وفق أفضل الممارسات العالمية، وتقديم تجربة متحفية جاذبة، إضافة إلى تعزيز فرص العمل في هذا القطاع، لتبقى المتاحف منارات مشرقة توثق وتعزز الممارسات الثقافية والفنية المعاصرة، وتجعل المعرفة والفن متاحين للجميع.
وتنطلق هيئة المتاحف من رؤيتها في تحفيز المتاحف للترابط المجتمعي، بما يحمي التراث ومكانة المملكة على الساحة الثقافية العالمية وفق أعلى معايير الجودة، ورفع إسهام القطاع في المجال الثقافي والفني، بإثراء المؤسسات والمجموعات المهتمة بجمع المقتنيات وتعزيز قيمة المحتوى التراثي القائم، وتوسيع نطاق انتشار المتاحف والمراكز الثقافية والفنية والاستعانة بمؤسسات ذات جودة عالمية، وزيادة معدلات زيارة المتاحف والمراكز الثقافية والفنية بين المواطنين والمقيمين والزوار، حيث تعمل في إطار هذه الرؤية على إنشاء متاحف متميزة ومعاصرة وفق أفضل المعايير الدولية، إضافة إلى تطوير متاحف تسهم في ترسيخ الثقافة بصفتها نمط حياة.