فهد المطيويع
لماذا يتوقع الهلاليون أن هناك من سيدعم الهلال في مشاركته القادمة في كأس العالم للأندية، وهم يدركون -من خلال أكثر من مناسبة- أن الهلال يترك وحيدًا يصارع قدره، وسط ذرائع متكررة وواهية؟
لقد تعود الهلال، تاريخيًا، أن يكون في الواجهة وحيدًا؛ لا سند له سوى جماهيره وعرق نجومه. يخوض التحديات الكبرى باسمه وتاريخه، ثم يحاسب وحده على كل شيء. لا ينتظر الدعم حين يكون الهلال طرفًا، بل يطلب منه أن ينجز، وأن يتفوَّق، وأن يمثِّل الجميع، ثم ينسى فجأة في لحظة الحساب. شخصيًا لا أتوقَّع أن يتغيَّر الحال كثيرًا سيخوض هذا البطل مشاركته في البطولة العالمية بالحد الأدنى من الدعم، تحت لافتة «عدالة المنافسة» التي كثيرًا ما تستخدم في وجه الهلال فقط!
ومن الآن، أستطيع أن أقرأ المشهد، قبل أن يبدأ:
المشهد الأول: هناك من سيترصد للفريق، سيتغنَّى بسقوطه لو لم يحقق ما يليق باسمه وسمعته. سيظهر البعض في دور الناقد الحاد، لا لشيء إلا لأن الهلال لم يرضهم، ولم يصنع المعجزة.
المشهد الثاني: على الجانب الآخر، إن حقق الهلال إنجازًا -وهو القادر على ذلك- سنجد من يظهر فجأة في كل الصور، من يدعي الفضل والمشاركة، من يقدم نفسه شريكًا في النجاح، رغم أنه كان غائبًا، أو حتى معرقلاً! وهذا المتلون موجود في كل مفاصل الهلال وبأشكال متعددة! المشكلة ليست في التوقعات، بل في التكرار المؤلم لهذه المواقف فالهلال دائمًا مطالب أن يكون مثالاً في الأداء والانضباط والتمثيل المشرِّف، لكنه حين يحتاج إلى من يقف خلفه، لا يجد إلا جماهيره ومحبيه، وكأننا أمام نسخة حديثة من المثل الشعبي الشهير: (مأكول مذموم). يُؤخذ منه الكثير، ولا يشكر على شيء. رغم أنه الأفضل في كل شيء، فالهلال ليس فريقًا عاديًا، بل كيان رياضي صنع لنفسه هيبة على المستويين المحلي والدولي. يكفي أنه النادي الذي يرفع سقف الطموحات في كل بطولة، ويضع معايير جديدة للنجاح. لكنه -للأسف- يدفع ثمن هذه المكانة، بتحميله فوق طاقته، وبتجاهل حجم الضغوط التي يعيشها كلما مثل الوطن. ورغم كل ذلك سيبقى الهلال كما عهدناه فارس الميدان، الذي لا يستسلم ولا ينتظر التصفيق. يصنع مجده بنفسه، ويترك الباقين في دوائر الجدل. لك الله يا زعيم.
وقفة
نبارك للاتحاد تحقيق بطولة الدوري ومن حصل على شيء يستاهله، وهو بطل في الماضي والحاضر، بطل في المستقبل، وليست البطولات غريبة عن العميد، أما بالنسبة للهلال فنقول كان بالإمكان أفضل مما كان هذا الموسم ولكن قدَّر الله وما شاء فعل، وأتصور أن القادسية سيتمسك بالمركز الثالث لضمان مقعد آسيوي ليترك المشاركة الخليجية لمن هم بعده.