د.شريف بن محمد الأتربي
في حوار تخيلي بين رجل وزوجته قبل الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، حيث يسأل الزوج:
حبيبتي إيش مسوية لنا اليوم على الإفطار؟
ترد الزوجة، والله يا حبيبي ما أمداني أسوي شيء، عندنا أكل من قبل في الثلاجة.
يرد الزوج، أفا نأكل أكل بايت في رمضان!! ما أظن طعمه راح يكون جيد؟ ما له طعم.
ترد الزوجة، هذا الموجود الحين، أو تصرف قبل الأذان واشتري أكل جاهز.
يرد الزوج، حبيبتي كل الحلين غير مناسب، تذكريني بترند الشات جي بي تي، وكيف استخدمه الناس في الكتابة، شيء مرتب، ولكن ليس له طعم.
تظل الكتابة مرتبطة بروح وشخصية الكاتب، فبمجرد قراءة السطور الأولى من أي منشور تستطيع أن تحدد كاتبه - إن كنت مطلعاً - وأنت متيقن تماماً بأنه صاحب هذه الكلمات، وحتى لو غير الكاتب طريقته في الكتابة والسرد، تظل روحه مهيمنة على حروفه وكلماته وعبارته، لا يمكن أن تفصلها فصلاً عنه أو عن شخصيته.
مع ظهور برامج الذكاء الاصطناعي، توجه الغالبية العظمى من الراغبين في الكتابة نحو استخدامها لتنفيذ مهامهم، أو الرد على البريد الإلكتروني، أو إعداد المستخلصات، وحتى حل الواجبات وربما الاختبارات لم تسلم من عبث هذه التقنية المارقة.
ورغم محاولة هؤلاء التحايل على القارئ وإظهار المحتوى بأنه من بنات أفكارهم، ومكنون معارفهم إلا أن المثقف الواعي يستطيع من أول سطر معرفة الفرق بين الجهد البشري والجهد الاصطناعي في صياغة العبارات، ورص الكلمات متجاورات، وتشكيل الأفكار لإيصال المفاهيم والعبرات. إنها تفتقد أهم شيء؛ تفتقد الروح، تفتقد الإحساس، تفتقد الطعم، إنها طبيخ بايت.