د. منى بنت علي الحمود
اسم خلفي هو ظل وأمان يحتضنني كلما شاءت قدماي أن تزل أو أن تطغى!. يداه مبسوطتان من خلفي وعن يميني ويساري.
يضحك في عز كربه، يلجأ للنوم مبكراً حتى لا تُرى عليه وعثاء الحياة ومتاعبها. أول من يستيقظ في صباح الغد باشاً عابداً سائحاً، وكأنه قابض على عقارب الساعة، ممسكاً بتلابيب الزمن حتى يملأه بكل ما في وسعه يجعل الوجود مكتنزاً به؛ حتى لم أعد أرى حيزاً لغيره.
تفلتت عقارب الساعة، وتسربت الثواني بل السنين من بين أصابعه التي أصبحت كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، أصبح حفيف صوته يخيفني، يؤرقني لا أستطيع النظر إلى عينيه خشية أن أرى الفقد فيها يوماً ما، فأسدل الستار عنوة على هذا المشهد المتسلط علي، وأغسله بنهر من البكاء، لتعود إلي ذاتي مجدداً وتقول لي ولكنها الحقيقة!.
أخلد لوحدتي حتى أنسى زمان ذلك المشهد، وأطيل في عمر طفولته البهية، ولكن الأماكن غالباً ما تحمل في طياتها حديثاً لا يتقنه غيرها على شكل إيقاعات من عطره، أو صوته، أو نظراته وحتى جسده الأنيق المنحني. لتتركني مهزومة على حياضها.
في اليوم الحاسم سقط ظهري، وتكشفت أشلاء ضعفي وضياع حيلتي. نعم فإنه أبي الذي مازال يحمي ظهري ولو باسمه؛ فوراء كل امرأة رجل عظيم.
** **
- مؤسسة ومديرة أكاديمية فنسفة الثقافية