ناصر زيدان التميمي
في عالم العمل الذي يزداد تطورًا وتعقيدًا يومًا بعد يوم، تبقى المنافسة سمة أساسية لا يمكن تجاهلها. لكن جوهر النجاح الحقيقي لا يكمن فقط في الوصول إلى القمة، بل في الطريقة التي نصل بها إليها. فالمنافسة الشريفة تُعد من أسمى القيم التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في بيئة العمل، لأنها تعكس مستوى الوعي والأخلاق المهنية، وتحفظ كرامة الفرد واحترامه للآخرين.
المنافسة الشريفة تعني أن يسعى الإنسان للتميز والتفوق من خلال جهده واجتهاده، دون أن يعيق طريق الآخرين أو يسيء إليهم. هي روح التحدي النزيه، حيث يبني الفرد نجاحه دون أن يهدم نجاح غيره. وفي ظل هذه الروح، يزدهر العمل ويتقدم الفريق، لأن كل فرد يعمل بدافع ذاتي لتحقيق الأفضل، في إطار من الاحترام والتقدير المتبادل.
الثبات على المبادئ في ميدان العمل لا يقل أهمية عن السعي للنجاح. فالالتزام بالقيم مثل الأمانة، والعدل، والصدق، والنزاهة، هو ما يمنح الإنسان قوة داخلية وثقة خارجية.
وقد يواجه من يتمسك بمبادئه صعوبات أو تأخيرات في الترقية أحيانًا، لكنه يكسب في المقابل احترام زملائه وثقة المسؤولين، وهو مكسب لا يُقدَّر بثمن.
الطموح حق مشروع لكل إنسان، لكن عندما يتحول الطموح إلى سعي أعمى يبرر الوسائل الخاطئة، فإن الشخص يكون قد خسر جوهره وإن كسب منصبًا أو لقبًا. أما من يتمسك بأخلاقه رغم المغريات والضغوط، فإنه وإن تأخر في الوصول، يصل بثبات، ويحظى بتقدير دائم.
وفي النهاية، يبقى النجاح الحقيقي هو ذلك الذي يتحقق بلا خداع أو ضرر، ويُبنى على أساس صلب من المبادئ. فالمنافسة الشريفة والثبات على القيم لا يعكسان فقط شخصية الفرد، بل يسهمان في بناء بيئة عمل صحية، عادلة، ومحفزة على الإبداع والتميز.