د.محمد بن عبدالرحمن البشر
أنهى ترامب جولته الخليجية التي ابتدأها بالمملكة العربية السعودية، في أول زيارة خارجية له، ومعرفته بثقلها السياسي والاقتصادي والديني، وبحكمة قادتها، وأعقبها بزيارة إلى قطر والإمارات العربية المتحدة، وقد وصفت زيارته بالناجحة، وهو خبير بالمنطقة منذ أن كان رجل أعمال لم يدخل معترك السياسة.
لقد تمخضت الزيارة عن نتائج مثمرة، منها توثيق العلاقة الشخصية مع قادة البلاد، وحصول المملكة على صفقات عسكرية بتكلفة تزيد على مائة واثنين وأربعين مليار دولار، تحصل بموجبها على معدات دفاعية متقدمة، وتدريب العسكريين السعوديين، وتوطين الصناعات العسكرية الحديثة، التي سوف تدار فنياً وإداريا بكوادر وطنية مع الاستفادة من الكفاءات الأجنبية العالمية بقدر ما تتطلبه الحاجة.
وأيضاً ستكون هناك استثمارات اقتصادية متبادلة في كلتا الدولتين، للدفع بالاقتصاد الوطني إلى الأمام، وزيادة إجمالي الإنتاج الوطني، مع رفع كفاءة الإنتاج، باستخدام التقنية الحديثة، مما يقلل من الاستيراد، لتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية في مجال النقود، والمساهمة في الأمن الغذائي.
لقد كان للذكاء الصناعي حضور لافت، فقد أدركت المملكة قبل مجيء ترامب بأهميته القصوى، بل امتدّت يدها إليه منذ ظهوره بشكل مفيد في مجال الصناعة والخدمات، وأخذت بجلبه إلى السوق السعودي، كما تم إعداد كوادر علمية قادرة على الاستفادة منه، وكانت زيارة ترامب للمملكة فرصة للتوسع في هذا المجال، فقد رافقه في هذه الزيارة عدد من مديري الشركات الكبرى الرائدة في هذا المجال، وأتيحت الفرصة للقاء بين الشركات من كلا الطرفين، وتم توقيع عدد من الاتفاقيات.
لقد كانت النظرة المستقبلية دافعاً للقفز إلى آخر ما وصل إليه العالم حتى يتم اختصار العمر الافتراضي للوقوف بمصاف الدول المتقدمة، وهذا ما نرى نتائجه على أرض الواقع، والذكاء الصناعي أصبح حقيقة واقعة، تم استخدامه في الكثير من المجالات، بما فيها المجال العسكري، الذي سيكون له شأن كبير فيه، بالإضافة إلى مجال الخدمات المدنية المختلفة، وتيسير الحصول على المعلومات والاستفادة منها في سرعة فائقة، وقد يغير كثيراً من مجالات التوظيف، والاستغناء عن العديد من الوظائف، والمهارات التي منها ما أقوم به الآن وهو كتابة المقالات، التي ربما يحل بمهارته بدلاً من أربابها، فيتم الاستغناء عنهم.
من أهم النتائج السياسية لزيارة الرئيس الأمريكي للمملكة، هي قدرة قادة المملكة على إقناع الرئيس الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا، التي كانت تتطلب وقتاً وشروطاً كثيرة قبل حدوث ذلك، لكن المكانة الكبيرة لقادة المملكة ذللت الصعاب، وحققت المستحيل، بل وزاد على ذلك إمكانية تحقيق علاقات دبلوماسية بين الطرفين، وقد كان للقضية الفلسطينية حضور ظاهر، فقد أوضحت المملكة موقفها الثابت بضرورة قيام دولة فلسطينية، وإيقاف قتل أهالي غزه وإدخال المساعدات الغذائية والطبية إليهم فوراً.